responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 113

«واقعة حطين»

و في 14 ربيع آخر سنة 583 ه كانت بداية واقعة حطين الشهيرة في وسط نهار الجمعة و الاسلام كثيرا ما يحاولون لقاء عدوهم يوم الجمعة عند الصلاة تبركا بدعاء المسلمين و الخطباء على المنابر في سائر العالم الاسلامي في وقت واحد. فسار السلطان صلاح الدين بما اجتمع لديه من الجند على أتم نظام و حط رحاله عند بحيرة طبرية على سطح الجبل على أمل ان الافرنج اذا بلغهم نزوله هناك يقدمون اليه و كانوا معسكرين في مرج صفورية بارض عكا فلم يتحركوا من منزلتهم. فسار صلاح الدين في جريدة من جيشه الى طبرية و استلمها بساعة بعد القتل و النهب الا أن القلعة بقيت سالمة بمن فيها. فبلغ الا فرنج ما حصل في طبرية فساروا نحوها فعلم السلطان بذلك فترك على قلعة طبرية من يحاصرها و عاد لملاقاة العدو فالتقى به على سطح جبل طبرية الغربي في يوم الخميس 22 ربيع آخر و بعد حرب شديدة تفرقت جيوش الصليبيين الا فرقة منهم تحصنت في تل يقال له تل حطين و هي قرية هناك عندها قبر النبي شعيب فضايقهم المسلمين و اشعلوا حولهم النيزان فاشتد بهم العطش الى أن الجأهم الامر للفتال يأسا فاسرت مقدمتهم و قتل الباقون‌

و كان في جملة المأسورين الملك جفري و أخوه البرنس أرباط صاحب الكرك و الشوبك و غيرهما من القواد و الامراء. فجلس السلطان صلاح الدين في خيمته و امر بتحضير الاسرى بين يديه ناحضروا و فيهم الملك جفرى فامر له بشربة من جلاب ثلج فشربها و كان في غاية الظمأ ثم أعطى البرنس أرباط أخاه فشرب و قال السلطان للترجمان «قل للملك أنت الذي سقيته أما أنا فما سقيته «اذ كان من جميل عادة العرب ان الاسير اذا أكل او سرب من مال من أسره أمن. فقصد السلطان بقوله هذا ان الملك جفري قد أمن أما أخوه فلم يأمن. و كان في قلب صلاح الدين حقد على البرنس ارباط السابق تعديه على جماعة من المسلمين و قتلهم في حال سلمية لغير داع فسبق من السلطان قسم انه اذا ظفر بهذا الامير قتله. فبعد ان شربا ارسلهما للمائدة فاكلا ثم أعيدا الى السلطان فأخذ بيده سيفا و تقدم الى البرنس ارباط قائلا «ها أنا انتصر لمحمد» ثم عرض عليه الاسلام فأبى فضربه بالسيف فحل كتافه و تمم قتله من حضر و رميت جثته على باب الخيمة فلما رأى جفري ذلك وقع الرعب في قلبه. فكلمه السلطان و طيب خاطره و قال له «لم تجر العادة أن يقتل الملوك الملوك اما هذا فقد تجاوز الحد و تجرأ على الانبياء» و في أنناء هذه الحروب التقى صلاح الدين بريكاردس قلب الاسد

و في اليوم التالى نزل السلطان على طبرية فاستلم قلعتها ثم مرحل طالبا عكا فبلغها يوم‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست