responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 107

مولاكم و قتل عماه اباه و قد قتلتهما به كما ترون و الواجب اخلاص الطاعة لهذا الطفل» فقالوا باجمعهم «سمعنا و اطعنا» و صاحوا صيحة واحدة اضطراب منها الطفل و بال على كتف عباس و سموه الفائز و سيروه الى امه و قد اختل من تلك الصيحة فصار يصرع في كل وقت و يختلج‌

فاخذ عباس من ذلك الحين يدبر الامور و انفرد بالتصرف و لم يبق على يده يد و اما اهل مصر فانهم اطلعوا على باطن الامر و اخذوا في اعمال الحيلة على قتل عباس و ابنه فكاتبوا بذلك الصالح طلائع بن رزيك الارمني- و هو ابو الغارات الملك الصالح فارس المسلمين نصير الدين كان قد سار الى زيارة مشهد الامام علي بن ابي طالب بأرض النجف من العراق في جماعة من الفقراء و كان من الشيعة الامامية فتنبأ له الامام انه سيتولى مصر بناء على رؤيارآها في منامه فسار من ساعته الى مصر و صار يترق في الخدم حتى ولى منية خصيب (المنيا)

فلما صار اهل القصر الى ما صاروا اليه كتبوا الى طلائع و سألوه الانتصار لهم و لمولاهم و الخروج على عباس و قطعوا شعورهم و سيروها في طي الكتاب و سودوا الكتاب فلما وقف الصالح عليه اطلع من حوله من الاجناد و تحدث معهم في المعنى فاجابوه الى الخروج و استمال جمعا من العرب و ساروا الى القاهرة و قد لبسوا السواد فلما قاربوها خرج اليهم من بها من الامراء و الاجناد و السودان و تركوا عباسا وحده فخرج عباس في ساعته من القاهرة و خرج معه ولده نصر و معهما شي‌ء من لمال و جماعة يسيرة من اتباعهم و قصدوا طريق الشام على ايلة في 14 ربيع اول سنة 549 هجرية. اما الصالح بن رزيك فانه دخل القاهرة بدون قتال و ما قدم شيئا على النزول بدار عباس المتقدم ذكره. و استحضر الخادم الصغير الذي كان مع الظافر ساعة قتله و سأله عن الموضع الذي دفن فيه فعرفه به و قلع البلاطة التي كانت عليه و اخرج الظافر و من معه من المقتولين فحملوا و قطعت لهم الشعور و انتشر البكاء و النواح في البلد و مشى الصالح و الخلق قدام الجنازة الى موضع المدفن في تربة الفاطميين‌

و تكفل الصالح بالخليفة الصغير و دبر احواله. و أما العباس فان اخت الظافر كاتبت صليبيّ عسقلان بشأنه و سرطت لهم مالا جزيلا اذا امسكوه فخرجوا عليه و التقوا به فتواقعوا و قتلوا عباسا و اخذوا ماله و ولده و انهزم بعض اصحابه الى الشام و فيهم ابن منقذ فسلموا. و سير الصليبيون نصر بن عباس الى القاهرة تحت الحوطة في قفص من حديد. فلما وصل تسلم رسولهم ما شرطه من المال فاخذوا نصرا و ضربوه بالسياط

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست