responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 102

به فقبضوا على سكين و وقع الصوت و اقتتلوا فتراجع الجند الى القصر و الحرب قائمة فقتل من اصحابه جماعة و أسر الباقون و صلبوا احياء و رماهم الجند بالنشاب حتى ماتوا

على ان ذلك لم يكن ليسكن بال المستنصر اذ قد تخلص من شر و وقع في آخر لان «دكز» لم يكن اقل معاكسة له من غيره فالتجأ المستنصر الى بدر الجمالي حاكم سوريا فكتب اليه سرّا ان يأتي بحبشه الى مصر ليوليه عليها فقبل بدر مشترطا ان يستبدل جنود مصر بمن يختارهم من اهل الشام‌

سافر بدر الجمالي من سوريا في عصبة من الرجال قد اختبر شجاعتهم و امانتهم طويلا و سار الى عكا و منها بحرا الى مصر. و كانت الريح جيدة على غير المعتاد في مثل ذلك الفصل لانه برح عكا في اول دسمبر (كانون الاول) و بلغ مصر و لم يشعر احد به و نزل بين تنيس و دمياط. فاستقبله سليمان كبير اهل البحيرة و توجهوا نحو القاهرة فنزلوا في قليوب و بعثوا الى الخليفة ان يقبض على (دكز) قبل دخولهم فقبض عليه و اعتقله في خزانة البنود. فدخل بدر الجمالي القاهرة يوم الاربعاء 29 جمادى الاولى سنة 468 ه و لم يكن للامراء علم باستدعائه فما منهم الا و اضافه. فلما انقضت توبهم في ضيافته استدعاهم الى وليمة أعدها لهم في منزله و بيت مع اصحابه «ان القوم اذا اجنهم الليل فانهم لا بد يحتاجون الى الخلاء فمن قام منهم الى الخلاء يقتل هناك» و وكل بكل واحد واحدا من اصحابه و انعم عليه بجميع ما يتركه ذلك الامير من دار و مال و اقطاع و غيره. فصار الامراء اليه و ظلوا نهارهم عنده و باتوا مطمئنين فما طلع ضوء النهار حتى استولى اصحابه على جميع دور الامراء و صارت رؤوسهم بين يديه. فقويت شوكته و عظم امره و خلع عليه المستنصر بالطيلسان المقوّر و قلده و زارة السيف و القلم. فصار القضاة و الدعاة و سائر ارباب الدولة من تحت يده و زيد في الفابه لقب «امير الجيوش كافل قضاة المسلمين و هادى دعاة المؤمنين». و تتبع المفسدين فلم يبق منهم احد حتى قتله‌

«اصلاحات امير الجبوش»

فلم يعد امام بدر الجمالي من يخالف امره و يقف في سبيل ارادته في اصلاح البلاد و كان سور القاهرة قد تهدم بعضه فشرع في ترميمه و تقويته فزاد فيه الزيادات التي بين بابي زويله و باب زويله الكبير و بين باب الفتوح الذي عند حارة بهاء الدين و باب الفتوح الآن. و زاد عند باب النصر ايضا جميع الرحبة التي تجاه جامع الحاكم الى باب النصر. و جعل السور من لين ما قام الابواب من حجارة. و بنى باب زويله و على‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست