responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 48

لأنّه ينتظر، على حسب قوله، نزلاء جددا، فنقلت أمتعتي إلى مثوى مجاور لما كنت فيه ثمّ جاءني بعد قليل جدا فقال لي: إنّ هذا البيت كان محتجز السكنى و يجب عليّ أن أختار بيتا آخر من الدار، فأذعنت أيضا مرّة أخرى، و أسكنني في المثوى الجديد الّذي عيّن عليه، فوجدت فيه صناديق أمتعة لرجل شريف كان قد ذهب إلى مدينة الكاب و سيعود في المساء فساءني هذا الأسلوب في التصرف، و سألت صاحب الدار ما كانت غايته؟ فأجابني ذاكرا: إنّه سامحني كثيرا في أجرة مثواي فإن أردت البقاء في الدار فيجب أن أدفع عشرين روبية كل يوم، فقلت له: إنّك تتصرف تصرّف السادرين الأغوياء، و استعددت للسفر إلى مدينة الكاب، و مع أنّ الشّمس لم تكن قد متعت حين خروجي من منزله فقد استأداني أجرة اليوم كله و كنت مغتاظا فوق ذلك من زوجه فقد كنت وهبت لها حين وصولي، كيسا مملوءا من أجود أنواع الأرز البنغالي، و قيمة الكيس في مدينة الكاب أربعون أو خمسون روبية.

مدينة الكاب سنة 1799 م‌

و باليوم الثاني من حزيران‌ [1] سافرت إلى مدينة الكاب في عربة تجرها ثمانية أحصنه، و يقودها رجل واحد بمهارة مدهشة، فقد كانت الأحصنة تارة تخوض الماء فيبلغ صدورها و تارة تنغمس العربة في الرمل، و كنّا أحيانا نصعد تلالا و آكاما فيها حدر [2] و مع ذلك فكانت الخيل تحضر إحضارا، و بعد أربعة أميال أو خمسة من المدينة كان الطريق واسعا و مستويا، و على طواريه سياج من نبات شائك، و كان الريف جيد الزراعة، و يرى الإنسان هنا و هناك بساتين و غياضا و ضياعا و أرحاء، تساعد جدا على تجميل جمهرة المناظر. و الإنكليز و الهولنديون الّذين يسكنون مدينة الكاب يخرجون للنزهة كل يوم في هذا الطريق، على الخيل و في العربات منذ الزوال إلى الساعة الرابعة، فعلى مسافة ثلاثة أميال من المدينة تظهر المدينة نفسها ذات منظر مبهج، و بينها و بين خليج‌


[1] لعلّ الرحالة و هم في تسمية الشهر، لأنّهم دخلوا خليج «فالس بي» في الثالث و العشرين من تموز، كما ذكر، أو كان ذلك التاريخ هو الخطأ.

[2] الحدر جمع الحدور و هو الجانب المنحدر الّذي لا تثبت فيه الرجلان. (م).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست