responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 290

طولها بتسعمائة ميل، و عرضها بثلاثة أميال، كان الهولنديون قد استولوا عليها قديما و أنشؤوا فيها حصنا حصينا ثمّ انتزعها من سلطتهم الشيخ «بنداريك».

و بالحادي و العشرين مررنا بأبوشهر [1] و هو ميناء من أشهر موانئ بلاد الفرس، و إذ ذاك سكن البحر حاقّ السكون، و لبثنا في نواحيها عدّة أيّام، و قد أسفت على أنّ الريح لم تسكن قبل ذلك الحين، فأكون مستطيعا للنزول و رؤية مدينة فارسية، ثمّ تحركنا في اليوم الخامس و العشرين منه و ساحلنا جانب جزيرة «أبو شايب» قيل إنّ طولها مائة و خمسون ميلا، و في مساء ذلك اليوم ألقينا الأنجر قبالة جزيرة كيش‌ [2] لنستقي ماء منها.

و بالسابع و العشرين لحظنا جزيرة هرمز و بالثامن و العشرين ساحلنا جانب «كشمس» أكبر جزر الخليج العربي. و في الثلاثين منه دخلنا بحر عمان و في مدخله يرى المبحر سواحل بلاد الفرس و سواحل جزيرة العرب.

و في الخليج العربي جمهرة من الجزر غير مسكونة و قد أطلق الإنكليز اسم «قبر زوم» على واحدة منها، قيل إنّ بعض قواد الإسكندر الكبير كان قد دفن فيها، و جزيرة أخرى تسمّى «مامه سلمى» و ليست هي إلّا صخرة رهيبة يتكسّر عليها الموج بشدّة و لا تستطيع سفينة الاقتراب منها من غير أن تحطّم تحطيما، و قد رأينا في هذا البحر نوعا من السمك عجيبا جدا، يسميه الإنكليز «سمك الكوكب» و هو مدور، و ينشر باللّيل ضياء قويا بحيث يشبه‌


الخاء و الراء بعد الألف و في آخرها كاف، هذه النسبة إلى جزيرة في البحر قريبة من عمان اسمها خارك ...».

[1] كتبناه على صورة ما يحكى و يعرف بين النّاس أيّامئذ و الآن. (م).

[2] قال ياقوت في معجم البلدان: «كيش هو تعجيم قيس: جزيرة في وسط البحر تعد من أعمال فارس لأنّ أهلها فرس و قد ذكرتها في قيس و تعد في أعمال عمان ...» و قال فيه: «قيس جزيرة و هي كيش في بحر عمان دورها أربعة فراسخ و هي مدينة مليحة المنظر ذات بساتين و عمارات جيدة و بها مسكن ملك ذلك البحر صاحب عمان و له ثلثا دخل البحرين و هي مرفأ مراكب الهند وبر فارس و جبالها تظهر منها المناظر، و يزعمون أنّ بينهما أربعة فراسخ: رأيتها مرارا، و شربهم من آبار فيها و لخواص النّاس صهاريج كثيرة لمياه المطر و فيها أسواق و خيرات و لملكها هيبة و قدر عند ملوك الهند لكثرة مراكبه و دوانيجه و هو فارسي شكله و لبسه مثل الديلم و عنده الخيول العراب الكثيرة و النعمة الظاهرة و فيها مغاص على اللؤلؤ ... و رأيت فيها جماعة من أهل الأدب و الفقه و الفضل ...».

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست