responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 283

فتركهم العرب يقتربون، و باللّيل كسروا السّدود عليهم فرأى الفرس أنفسهم قد أحاط بهم الماء قبل أن يلحظوا الخطر، و حينئذ زحف الشيخ إليهم فقتل علي مردان خان قائدهم و معظم جيشهم. و في أثناء هذه السفرة الّتي سفرتها في دجلة عشت بتقشف شديد، و إذ لم يكن عندي ما أتقي به حرارة الشّمس و لا ما استذري به من المطر أصابتني في الرابع حمى حادة اضطرتني إلى ملازمة سريري مدة شهر على التقريب بعد وصولي إلى البصرة.

القرنة

و باليوم الثاني و العشرين من ذي القعدة دخلنا مدينة القرنة، و عند جدرانها يلتقي الفرات و دجلة و يكوّنان نهرا أعرض من نهر الكانج بضعفين و يسمّى شط العرب أي نهر العرب و يصب في الخليج العربي.

معقل «الكوت الفرنجي»

و باليوم الثالث و العشرين الّذي هو اليوم السابع لهذه السفرة المملّة وصلنا إلى معقل و يسميه الأوروبيون «ماركيل» و هو على فرسخين من البصرة، و شركة الهند تملك فيه مكتب تجارة صغيرا يقيم فيه القنصل‌ [1]، و البناية محوّطة بسور من الرهص، و تسمّى «الكوت الفرنجي» أي الحصن الأوروبي، فكوت تعني باللغة العربية حصنا صغيرا. و منظر هذه البلدة راعني بجماله، و الشهرة الحسنة الّتي نالها المقيم الإنكليزي جعلتني أحدّث نفسي باستقبال حريّ بأن يعيد إليّ قواي البدنيّة و قواي المعنوية الّتي أثّرت فيها الهموم و الأتعاب تأثيرا ظاهرا، و من سوء حظي أنّ أشخاصا حملهم النفع الدني‌ء كانوا قد أذاعوا بخبث أنّ علامات طاعون ظهرت ببغداد [2]،


[1] سيأتي في كلامه أنّ اسمه المستر مانستي و أنّه وكيل شركة الهند بالبصرة و مركزها بلندن.

(المترجم).

[2] لم تكن الإذاعة باطلة و لا أكذوبة قال الشيخ ياسين العمري في حوادث سنة 1218 ه من غرائب الأثر: «و فيها عاد الطاعون إلى بغداد و كان قد انقطع في صفر فعاد إليها في ذي الحجّة و ابتدأ في قرشي ياخا (الجانب المقابل و هو الغربي) ثمّ في بغداد في ذي الحجّة فكان يموت في اليوم مائة و خمسون و أكثر» (ص 64) و قال في سفر الوالي علي باشا إلى الشمال و عوده إلى بغداد:

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست