responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 273

الأرض المقدّسة في جيش كثير العدد، فأشعل في جميع البلاد النّار و أغرقها بالدماء، و دخل مكّة و هدم كثيرا من القبور ثمّ صار إلى جدّه لمحاصرتها و التجأ الشريف في الحال إلى سفينة كانت راسية في البحر الأحمر، و وافق السكان على دفع مبلغ كبير من المال، و انصرف الوهابيون إلى بلاد عمان و التحق بهم فور وصولهم أخو سلطان مسقط داخلا في دينهم، و اتبعه جميع سكان الأرياف غير متأخرين، و هكذا لم يبق للسلطان إلّا مسقط و ما حولها، و لما رأى سعود أنّها لا تنجو من الوقوع في أيديهم عاجلا لم تكن له حاجة إلى أن يستولي عليها بسرعة بل تريث و تربّص.

و قد رهب سكان البصرة و سكان الحلّة الوهابيّين و هم يحيون في قلق دائم، أمّا سكان النجف‌ [1] و كربلاء [1] فقد بعثوا بكل غال و ثمين عندهم إلى الكاظمين و هم يدخنون بسبلهم بسكون منتظرين أحوالا أكثر مناسبة لهم ممّا هم فيه. و إذ كان الوهابيون يوقعون تدميرهم غالبا على مسافة جدّ قريبة من البصرة فليس بعيدا استيلاؤهم عليها عمّا قريب، فقد أخضعوا في الزمن الأقرب قبيلة «عتوب» المشهورة بملاحتها البارعة، و هم اليوم قد بدأوا بتأسيس أسطول، فإذا سيطروا على البحر فسيرون بعيد ذلك في البصرة و يأخذون بعدها بغداد، و لا أشك في أنّهم سيصلون بعد سنوات إلى أبواب القسطنطينية.

إنّ نهب الوهابيين ما في مكة و ما في كربلاء قد أثار سخط سلطان الترك و شاه الفرس و حملهم على التضافر على إبادة هذه القبيلة المتوحشة الّتي بعثتها جراءتها على الاقتداء بمحمّد 6 فدعت هؤلاء الملوك إلى‌


[1] قال ياسين العمري في حوادث سنة 1223 ه: «و فيها قدم من الوهابي ركب على الجمال أكثر من ألف نفس و نزلوا على مشهد الإمام الحسين- رض- و أحاطوا بالسور و نصبوا سلالم ليلا و عزموا على الطلوع على السور فأحس بهم أهل المشهد و قاتلوهم من على السور و قتلوا منهم اثني عشر رجلا و قيل أكثر و هزموهم بإذن اللّه عن المشهد و بعثوا يخبرون والي بغداد سليمان باشا فبعث العساكر مع كتخداه فيض اللّه أغا، و نادى في بغداد النفير النفير إلى قتال عرب الوهابي، فخرج من بغداد كل من له فرس و تبع العسكر فلما تقارب الجمعان هرب عرب الوهابي و تبعوهم حتّى هزموهم و أبعدوهم عن العراق» و أراح اللّه الخلق من أهل النفاق» (ص 82).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست