responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 268

الباقية في الأرض المقدّسة، و إنّ هذا اللقاء غير المنتظر سرّني أعظم السّرور.

إنّ الوهابيين كانوا قد سلبوا منهن ما يملكن و قد أعنتهنّ بجميع ما أستطيعه إذ ذاك من العون المالي. و قد رمّم ملك بلاد الفرس محمّد خان القاجاري قبل عدّة سنين بنفقاته صحن مشهد كربلاء و تربته. و القبّة كلها مغشاة بصفائح من ذهب، و داخل المشهد مزوّق بالتزاويق و التذاهيب، و قد جي‌ء من بلاد الفرس خاصة بأشهر الصاغة و المزوّقين و المصورين من أجل ذلك.

و جسد أمير الشّهداء الحسين بن علي سبط النبي محمّد 6 مدفون في وسط البنيان في تابوت من الفولاذ مغطى بصفائح ذهب منزلة فيه، و في صحن المشهد قبور ستين شهيدا استشهدوا مع الحسين، و على أربعة أميال من المشهد قبر محفور تحت الموضع الّذي قتل فيه الشّهداء، و من هذا الموضع يستخرجون «التربة» المقدّسة من أرض كربلاء و يبعثون بها إلى جميع أجزاء الدّنيا [1]. و قد أريت أيضا الموضع الّذي نصب فيه الإمام زين العابدين خيمته يوم الوقيعة، و قد بنت الأميرة زوج النواب الأخير للكنو آصف الدولة مقاما رائع البنيان، و بدأت هذه الأميرة أيضا في بعض نواحي كربلاء بإنشاء خان مسافرين، و لكن وفاة النواب اضطرتها إلى العدول عن ذلك. و قد اعتاد الزوار أن يزوروا قبر شهيد من الشّهداء على مسافة ثمانية أميال من كربلاء و لكني لم أجرؤ على الاقتراب منه خوفا من أن يعتقلني قطّاع الطريق الّذين يطوفون في ذلك الصقع مرتدين أردية الوهابيين. و قد أدير على كربلاء سور من الرهص، و كانت مقاما لكثير من التجار الأثرياء و لكنّها بعد أن نهب الوهابيون ما فيها [2]


[1] لو قال «الدّنيا الإسلامية» لقارب الصواب. (المترجم).

[2] قال مصطفى جواد: ذكر محمّد باقر الخونساري في ترجمة الشيخ «عبد الصمد الهمذاني ثمّ الحائري الفقيه اللغوي الحكيم المتكلم من كتابه روضات الجنّات «ص 353» أنّه استشهد على أيدي الوهابيين بكربلاء بعد ما احتالوا عليه و أخرجوه من داره، و ذلك يوم الأربعاء الثامن عشر (من ذي الحجّة) من شهور سنة ست عشرة و مائتين و ألف الهجرية و هو يوم عيد الغدير، قال الخونساري: «و كان رئيس تلك الفئة الخاسرة الطاغية سعود الملعون الّذي ملك الحرمين المطهرين و هدم مقابر أئمّة البقيع و تصرف في دين اللّه و كان على مذهب الحنبلي و ينكر القياس و أهله بما لا مزيد عليه و كان هذا القتل هو القتل الثاني من أهل تلك البقعة المباركة».-

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست