responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 266

بغداد، و قيل إنّ هاتين المدينتين بغداد و سامراء كانتا في أيّام عزّة الخلفاء جد متقاربتين بحيث يستطيع ديك من الديكة أن يجوس خلالهما كلتيهما قافزا من دار إلى دار بسهولة، و يرى على الطريق بقايا مبان و عمارات.

و سامراء قائمة على الضفة الغربية من دجلة [1] فإذا قصد القاصد إليها وجد الطريق يخط خطا مستقيما على التقريب، يسير فيه القاصد إن لم يضطره الخوف من قطاع الطريق من العرب إلى أن يدور عدّة دورات تفاديا من لقائهم. و في هذه المدينة أيضا مشهد علي الهادي الإمام العاشر و قد شيّده أحمد خان الدنبيلي، و هذه القبّة تفوق قبب كربلاء في السمك و المتانة و القوّة، و قبّة الكاظمين أيضا، و لكن المهندس المعمار لم يكن كمعمار تلك القبب في الرشاقة و الأناقة، فليست مذهبّة، و داخل المشهد يحوي صندوقا من الخشب أي تابوتا يغطي قبور أربعة أئمّة هم علي الهادي و الحسن العسكري و نرجس خاتون أم المهدي الإمام الثاني عشر و ابنة لعلي الهادي الإمام العاشر، و على مسافة رمية سهم من المشهد ترى المغارة الّتي اختفى فيها الإمام المهدي الّذي ينتظر عدّة أتقياء من الشيعة عودته‌ [2]، و هذه المغارة لم تتغير قط، و إنّما شيّدت عليها لصيانتها. و باليوم الثاني من وصولي جاءني ليزورني السيّد خليل ناظر المشهد و مع أنّه كان سني المذهب فقد أظهر لي كثيرا من الرعاية و الحفاوة. و باليوم الّذي تلا ذلك اليوم وجدت نفسي متعبا من إزعاج جمهور من الشحاذين، و لم أرد أن أشهد السيرة الجبروتية الّتي يسيرها دليلي في معاملته للشيعة فصمّمت على اختصار زيارتي، و بعد أن أتممت جميع الأواجب‌ [3] الدينية المقرّرة عدت سالكا الطريق إلى بغداد، و ما كدنا نسير أميالا قليلة حتّى ابتدأ المطر بالسقوط و استمر على تبليلنا حتّى وصولنا إلى بغداد، و العادة أن لا يقضي الزائر في هذه السفرة إلّا نحوا من ستة أيّام إلّا أنّ الحالة الراعبة للطرق، و المناخ الردي‌ء استبقياني اثني عشر يوما في السفر.


[1] هذا و هم من أبي طالب فإنّها على الضفة الشرقية. (المترجم).

[2] يظهر لنا أنّ أبا طالب لم يكن منهم. (المترجم).

[3] الأواجب جمع الواجب. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست