responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 229

يتمتعن أحيانا بفضل المحاصّة [1] في مضاجعة سيّدهن، و في الغالب يزوّجهن سيّدهن مماليكه الرّجال، أو أشخاصا من قصره، و كذلك يفعل بحظاياه عند سآمته منهن و عزوفه عنهن. و العادة الّتي تستلفت النظر أكثر من غيرها بالتحقيق، الّتي هي أدعى إلى اللوم عند الأتراك تزويج الأشراف أخوات السلطان و بناته على شريطة واضحة مصروحة هي الإعدام في الحال لكل طفل ذكر يولد لهن، إنّ أصل هذه العادة مجهول و يظهر لي حقا استحالة إيضاح أسبابها، فإن كانت هذه العادة الوحشية الخوف من الاضطرابات الّتي يمكن أن تحدث في الدولة يوما ما بطمع هؤلاء الأطفال الأشقياء في عرش السلطنة فلماذا لا يفعلون الفعل نفسه بالأمراء الّذين هم من نسل السلطان نفسه، فإنّهم بضد ذلك يجيزون لهم أن يكثروا و يغزروا في العدد.

و محتوم عليهم أبدا اعتقال ذرّيّتهم داخل السراي: السراي العالي أي القصر السلطاني فقط إلى أن يدعوا إلى القعود على العرش. و مهما كان أصل هذه العادة المجانبة للصواب‌ [2] فليس ببعيد من الصحة أنّ قابلات السلطان لا يغبن البتة عن قبالة ولد أميرة مزوجة على النحو المشار إليه، فإن كان الولد الجديد ذكرا أرسلته في الحال إلى أجداده الماضين‌ [3].

من عادات الأتراك و رسومهم‌

إنّ أعيان الأتراك كثيرو التدين، و هم يصلّون صلواتهم الخمس كل يوم، و يتبعون أيضا اتباعا جدّ مضبوط القواعد الدينية، و يصومون جميع أيّام شهر رمضان، و هو صوم الأتراك الكبير «كاريم الترك» مقيمين أو مسافرين.

و في غد يوم وصولي إلى القسطنطينية أعلم السفير البريطاني اللورد


[1] المحاصة: أخذ الحصة و النصيب. (المترجم).

[2] قال مصطفى جواد: ورد في كتاب الأعلام بأعلام بيت اللّه الحرام لقطب الدّين النهروالي ثمّ المكي ص 123- 124 في سيرة السلطان سليمان بن بايزيد الثاني العثماني أنّه بعد توليه السلطنة سنة 918 ه خنق إخوانه و أبناء إخواته منهم سبعة أطفال رضعاء في المهد في ليلة واحدة «ص 124» و عادة خنق الطامعين في الملك و الثائرين على السلطان كانت مألوفة عند سلاطين السلاجقة و استئصال الأطفال عادة ملوك المغول و التتار.

[3] و هذا من أسلوب أبي طالب التهكمي أراد الإعدام. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست