responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 209

«وارداتهم» في تشييد كنائس و تحصينات في الجزيرة، و كانوا في كل سنة يحبسون على هذا الشأن مبالغ من المال جسيمة، و صارت مالطة بعد قليل من الزمن من أحصن المواضع على الكرة الأرضية، قيل لي إنّ كثيرا من هذه المنشآت مضى على إنشائها أكثر من ألف سنة [1]، و مع هذا فتظهر للرائي كأنّها جديدة، و جدّ قوية بحيث لا يهدّها و لا يهدمها إلّا زلزال، و أنا لا أريد وصفها بل أجتزئ بأن أقول إنّها من روائع منشآت الفن. و قد وقعت مالطة قبل سنوات قليلة في أيدي الفرنسيين، و لكن الإنكليز أخضعوها بالإجاعة بعد أن حاولوا من غير جدوى أن يستولوا عليها بقوّة السلاح، و تنصّ إحدى مواد السلام المعقود بين الدولتين على رجع هذه الجزيرة إلى السيّد الأعظم للمذهب النصراني المذكور آنفا، و مع ذلك فقد ارتكزت فيها حامية إنكليزية عدّة جنودها ستة آلاف جندي.

و في أيّام سفري إلى مالطة كان رؤساء الحكّام فيها: حاكمها السير «الكسندر بول» و هو رجل ذو موهبة كبيرة، يحبّه جميع سكان الجزيرة و يعدونه كالأب لهم، و الجنرال «فنديلير» قائد القوات العسكرية البريّة و السير «بايكرتون» ذو المنصب المهم و هو أمير البحر في البحر المتوسط، و المستر «ماكولاي» مساعد الحاكم و آخرهم المستر «وايلكي» ضابط الأقوات و البحرية. و لما رست السفينة في الميناء نزل الربان ريشارد لإعلام الحاكم بوصولي، فوعدتني سيادته أن أبحر حينما أرى الإبحار موائما لي، ودعتني إلى التغدّي عنده، و جاءني الربان ريشارد بتفصيل رسالته‌ [2] و نصحت لي بأن أقدّم إلى الحاكم كتاب التوصية الّذي زوّدنيه ملك إنكلترا إلى سفير «فينة» و قال لي: إنّه لا يشك في أنّ سيادة الحاكم ستعمل بما في الكتاب كأنّه موجّه به إليها هي نفسها، و تأمر بحملي إلى القسطنطينية على الباخرة «أوروز» فتجنبني نصب الإبحار في سفينة من سفن الشرق. و قد أتبعت هذه النصيحة و ذهبت إلى الحاكم و كان عندها أي السيادة بالاتفاق أمير البحر المقدم ذكره، فعرضت عليهما كتب التوصية بي و قلت لهما: إنّ الوكيل‌


[1] قول مبالغ فيه إن صح أنّ سكان مالطة من النصارى المطرودين من القدس أيّام الحروب الصليبية المعروفة التاريخ. (المترجم).

[2] هكذا جاء نصّ الترجمة الفرنسية. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست