responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 207

يستصحبني غالبا إلى داره الريفية الّتي هي على ستة أميال من المدينة، فكنت أتبرد فيها و أتمتع بالمتع الممكنة، و قد حكيت له جميع قصّة آلامي و تعبي، و قلت: ما أكثر إبطائي عن مغادرتي ليفورن، و أخشى أن أكون قد أزعجته و أسأمته بشكاياتي. و مع هذا فقد استنفد الرجل وسعه في تسليتي و التسرية عنّي.

و بعد خمسة عشر يوما وصلت السفينة الإنكليزية الحربية «أوروز» من مالطة مع قارب، فرجوت من القنصل الإنكليزي، و قد طرت فرحا، أن يحصل لي على موضع فيها بحسب وعده و لكنّه لم يتكلّم مع الربان على رجائي بل اكتفى بدعوة نوتي القارب أن يحملني في قاربه، و كنت تواقا إلى مغادرة ليفورن فلم أعترض على دعوته فاستأجرت زورقا صغيرا و لحقت بالقارب، و لما حصلت فيه قال لي النّوتي إنّه لا يجرؤ أن يتكفل بأمري من غير إجازة من الرّبان «ريشارد» و لا بدّ له من أن يستأمره في ذلك، و فعل ذلك و عاد عاجلا قائلا: إنّ الربان منعه منعا باتا أن يأخذني معه، فقلت له:

لقد ساءتني هذه الطرائق الّتي يتبعونها و كان عليه أن يجنبني نصب ركوبي الماء إليه بغير فائدة، و بعد أن فكرت هنيهة عزمت على لقاء الرّبان ريشارد بنفسي، فتلقاني بأدب و طلبت إليه إجازة إبحاري إلى مالطة في القارب المذكور آنفا. فقال لي: «ليس عندي إلّا أن أقول لك: إن استولت على القارب سفينة حربية من سفن العدو فإنّ ربانها يأخذ جميع ما فيه من الأزواد و الذخائر و يضطره إلى العود إلى إنكلترا [1]، و حينئذ يتهيأ لك السرور بزيارة أصدقائك مرّة ثانية» فآذتني هذه الأقوال أذى شديدا، و مع ذلك فقد تشجعت فقلت له: «أيّها السيّد، إنّ سفينتك في الأقل غير معرضة لمثل هذا الحادث المؤلم، فإن يكن في نفسك عطف قليل على مسافر تأذن لي في ركوب هذه السفينة». فتأثر الرّبان ريشارد برجائي فقال لي حالا:

«اقعد و تغدّ مع ضباطي و ارجع بعد ذلك إلى القارب فاحمل ثقلك و متاعك إلى سفينتي» و في أثناء [2] ذلك أدبر بعض الأمور في ليفورن».


[1] هكذا ورد نص الترجمة الفرنسية. (المترجم).

[2] هذه الجملة فصلتها الترجمة الفرنسية عن كلام الرّبان ريشارد، فبقيت معلقة لأنّها لا تصلح أن تكون من أقوال أبي طالب و السبب واضح جدا. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست