responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 168

القوى الأوروبية، و لكن هذا المثل السي‌ء سرعان ما وجد من يقتدي به فإنّ الروس و البروسيين و الألمان تقسموا «هانوفر [1]» الّتي كانت قديما تابعة لإنكلترا، فجدّ جدّ جورج الثالث ملك إنكلترا كان ملكا في هانوفر و كان له جيش مؤلف من عشرين ألف جنديّ و ضرب نقودا بصورته‌ [2] غير أنّه مع ما كان عليه من القوّة كان تابعا لإمبراطور ألمانيا، فحدثت ثورة أسمته بغتة إلى عرش إنكلترا فاستمر على الحكم فيها بالنيابة [3]. فاستولى هؤلاء الّذين ذكرناهم عليها غدرا كما قلت آنفا، و كان الملك جورج يستطيع استرجاعها بسهولة إلّا أنّ وزراءه و المجلس أيقنوا أنّ امتلاك هذه المملكة كلّف دائما إنكلترا، أكثر ممّا يستحق فأبوا أن يرسلوا جيوشا لإعادة افتتاحها.

إنّ الجيش الّذي استطاعت إنكلترا حشده لمعونة أشياع لويس السادس عشر استولى عاجلا على حصن طولون و مينائها، و في تلك الأيّام اشتق المتحالفون هولندا فأوغلوا في فرنسا و أمعنوا فيها و استولوا على عدّة مدن باسم الأمير الشاب الّذي اعتقله الثوار، و اجتمع مع الحلفاء الملكيون و هم في عدد كبير، و إذا ذاك وجد الجمهوريون أنفسهم في حال حرجة حق الحرج، و كل إنسان كان يتوقع أنّ الحلفاء سيستحوذون على باريس بعد أيّام قليلة، و لكن الفرنسيين عزموا أن يخاطروا بجميع حظهم في وقعة عامّة، فحشدوا جميع قواهم العسكرية و أحرزوا فلجا كاملا على أعدائهم، فأرادت إنكلترا بحماسة شديدة أن تثأر لنفسها بعد هذه الهزيمة إلّا أنّ الإسبانيين و الهولنديين تخلّوا عن الحلف، فرأى الإنكليز أنفسهم مجبرين على التخلي عن طولون فأعادوا جيوشهم إلى بلادهم بعد أن أحرقوا ست عشرة بارجة حربية فرنسية كانت في ميناء طولون، و اقتادوا معهم السفن الباقية: خمس سفن حربية اصطفافية، و عدّة سفن حربية أخرى من نوع «الفريكات».

و لما طرد الفرنسيون جميع أعدائهم على النحو الّذي ذكرته دخلوا في هولندا و استولوا عليها، و وجهوا بعد ذلك أسلحتهم نحو الألمان و الروس. و في أثناء


[1] هانوفر مملكة قديمة و هي كورة من بروسية، سكانها ثلاثة ملايين قبل عدّة سنين. (المترجم).

[2] و كان لدولته شعار خاص بها. (المترجم).

[3] أراد أبو طالب أن يوضح السبب في تباعتها في الحكم لإنكلترا إلى أن استولى عليها الغزاة الّذين ذكرهم. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست