responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 142

فيها قاض يلقب بلقب «اللورد المير» أي اللورد شيخ البلد، و هو ضرب من ضروب الحكّام الأكابر، و دونك المجلس التأسيسي للمدينة العتيقة على التقريب: كل أرباب الفنون الّذين نالوا الأستاذية و الملاك الّذين نالوا لقب «البورجواز» أي أهل الحضارة، و كان في بعض العصور اختيار رؤساء الأسر في كل محلة لتأييد آرائهم ممثلين يدعون «مستشاري المدينة» و يسمّى ستة و عشرون منهم باسم «الديرمان» أي موظف كبير في البلدية، فكل الديرمان هو قاضي محلة من المحال أو رستاق خاص من المدينة، و هو الضامن للتنظيم السليم، و له أن يدعو البلديين في محلته إلى إعانته دعوة رسمية إمّا لاستشارتهم و إمّا لتهوين الاضطراب، و جميع الخصومات أي الدعاوي الموجزة، ترفع إليه ليقضي فيها، و منصبه يدوم طوال حياته.

و هذه طريقة انتخاب اللورد شيخ البلد، ففي بعض أيّام السنة يجتمع كل أهل الحضارة أي البورجواز في عمارة واسعة تدعى «كومون هول» أي البهو العام و بعد أن يختبروا المواهب المشتركة لجميع الألدير مانين يختارون اسمين و يبعثون بهما إلى مجلس الألديرمانين و هم ملزمون أن يختاروا اللورد شيخ البلد للسنة القابلة، و يقدم اسم أحد الرجلين المختارين أهل الحضارة المذكورون.

إنّ اللورد شيخ البلد هو القاضي الأوّل للمدينة العتيقة، و يرأس في كل يوم مجلس قضاء، و له نائبان يدعى كل منهما باسم «الشريف» و عدد كبير من الموظفين يتصرفون على وفق أوامره، و يخصص به قصر فخم ليقيم فيه، و كل خدمه مع خيله يعيشون و تعيش بنفقات الشعب، واحد تميزاته هو أنّ كل جماعة من الجند أو الرّجال المسلحين لا يستطيعون المرور في المدينة العتيقة بغير إذن منه و مع أنّ بابا عتيقا يفصلها عن و يستمينستر أي مدينة الملك فصاحب الجلالة لا يستطيع البتة دخولها من غير أن يشعر اللورد شيخ البلد بذلك فيحضر إذ ذاك بين يدي الملك لدى الباب و يقدم إليه مفاتيح المدينة هدية و يصحبه حيثما سار و أينما دار.

و انتخاب اللورد شيخ البلد السنوي يحتفل له أهل المدينة العتيقة بكل فخامة و مسرة ممكنتين، و في و يستمينستر يجري احتفال بمولد الملك. و بعد

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست