responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 106

و في لندن عدّة مئات من الجهابذة [1] لهم صلات معاملات بجميع أصقاع العالم، و أوّل مؤسسة للجهبذة تسمّى «بنك إنكلترا»، و هو عمارة كبيرة، مشتملة على زهاء مائتي مكتب و محسب و المشتركون في هذا المصرف يؤلفون شركة تشبه شركة الهند، و يدير أمورها عدد ما من المديرين، و إيّاهم يودع الوطن جميع كنوزه الّتي- كما قيل- لا تقل عن مائة مليون ليرة استرلينية، بين ورق مالي و نقد. و هذه الشركة يظهر أنّها تربح أرباحا جسيمة، لأنّها قلّما تدفع بقطع معدنية، و أوراقها المالية تتداول في كل المملكة، كأنّها فضة مضروبة نقدا.

و بإزاء البنك المذكور عمارة أخرى هي «البورصة» و كل التجار يجتمعون فيها، كل يوم، لعقد صفقاتهم، و سماع أخبار تجارية و أخبار سياسية من جميع أقطار العالمين.

و الأرباض الّتي تعد، كما قلت آنفا، قسما من أقسام لندن، قائمة على الضفة الجنوبية لنهر التاميز و تتصل بعامّة المدينة بثلاث قناطر فخمة من الحجارة، طول كل قنطرة زهاء ربع ميل، و الدولة تنشئ الآن أسفل من ذلك، في موضع يسمّى «كرافيسيند» جسرا عجيبا إن صح أن يسمّى كذلك و هو أزج تحت الأرض يصل بين ضفتي التاميز، و التاميز في هذا الموضع عرضه كعرض نهر الكانج، و سيضاء الأزج بمصابيح و يمكن العربات أن تمر فيه في كل ساعة، و لا أعلم البتة «مشروعا [2]» جريئا شرع فيه أجرأ من هذا.

إنّ كل السفن الأجنبية تصل إلى لندن في نهر التاميز، و قد اشتقت لتسهيل التجارة الداخلية قنوات تتصل بهذا النهر، من كل نواحي إنكلترا، و بهذه الوسيلة، تنقل من طرف من المملكة إلى آخر أثقل البضاعات، بأقل كلفة ممّا لو نقلت على البر، و هذا ما يجعل في المستطاع بيعها بأسعار أقل من أجور النقل البري.


[1] الجهبذ عند القدامى يساوي رجل البنك اليوم بالتقريب. (المترجم).

[2] هو في الأصل «مشروعا فيه» ثمّ حذف الجار و المجرور كالمشترك و المحجور. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست