الدرجة التي وصلت إليها الشيعة في علمي الفقه و الأصول من جانب كثرة الانتاج و الاستيعاب و دقة النظر، شكر اللّه مساعيهم.

10-قد ماء الشيعة و علم المغازي و السير:

مغازي النبيّ الأكرم 6 جزء من تاريخ حياته و سيرته، و الرسول 6 قدوة و أسوة، و فعله كقوله حجّة بلا اشكال، و قد وضع بعضهم كتبا في فقه السيرة [1] فكان على المسلمين ضبط دقيقها و جليلها، و قد قاموا بذلك لو لا أنّ الخلافة حالت دون الأمنية، و لكن قيض اللّه سبحانه، رجالا في الشيعة في ذلك المجال ضبطوا سيرة الرسول 6 و مغازيه:

1-منهم ابن إسحاق، محمّد بن إسحاق (المتوفّى 151 هـ) عدّه الشيخ الطوسي في رجاله‌ [2] من أصحاب الإمام الصادق. و لأجل انتمائه إلى بيت النبوّة وصفه ابن حجر في التقريب: «بأنّه إمام المغازي، صدوق، يدلس، و رمي بالتشيّع و القدر» [3] .

و في مختصر الذهبي: أنّه كان صدوقا من بحور العلم.

و في تاريخ اليافعي عن شعبة بن الحجاج انّه قال: محمّد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث‌ [4] .

و عن الشافعي: من أراد أن يتبحّر في المغازي فهو عيال محمّد بن

[1] -كزاد المعاد لابن القيم، و فقه السيرة للغزالي المعاصر.

[2] -الطوسي: الرجال 281.

[3] -ابن حجر: التقريب 2/144 برقم 40.

[4] -مرآة الجنان: 1/313.

غ