responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دلائل النبوة المؤلف : أبو نعيم الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 207

أن أربد بن قيس بن جعفر بن خالد بن كلاب، و عامر بن الطّفيل بن مالك قدما المدينة على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فانتهيا إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و هو جالس، فجلسا بين يديه، فقال عامر بن الطّفيل: يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت؟ قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): لك ما للمسلمين و عليك ما عليهم، قال عامر: أتجعل لي الأمر إن أسلمت بعدك؟ فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): ليس ذلك لك و لا لقومك، و لكن أعنة الخيل، قال أنا الآن في أعنة خيل نجد، إجعل لي الوبر و لك المدر [1] قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لا، فلما قفا من عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال عامر: أما و اللّه لأملأنّها عليك خيلا و رجالا، فقال النبي (صلى اللّه عليه و سلم): يمنعك اللّه، فلما خرج أربد و عامر قال عامر: يا أربد إني أشغل عنك محمدا بالحديث فاضربه بالسيف، فإن الناس إذا قتلت محمدا فلم يزيدوا على أن يرضوا بالدّية، و يكرهوا الحرب، فسنعطيهم الدّية، قال أربد: أفعل؛ فأقبلا راجعين إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلم) فقال عامر: يا محمد قم معي أكلمك، فقام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يكلمه، و سلّ أربد السيف فلما وضع يده على السيف يبست على قائم السيف، فلم يستطع سلّ السيف، و أبطأ أربد على عامر بالضرب، فالتفت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فرأى أربد و ما يصنع، فانصرف عنهما، فلما خرج عامر و أربد من عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حتى إذا كانا بالحرّة، حرّة واقم‌ [2]، نزلا، فخرج إليهما سعد بن معاذ و أسيد بن حضير، فقالا:

اشخصا يا عدوي اللّه، لعنكما اللّه، فقال عامر: من هذا يا سعد؟ فقال:

هذا أسيد بن حضير الكتائب، قال، فخرجا حتى إذا كانا بالرّقم‌ [3] أرسل اللّه على أربد صاعقة فقتلته، و خرج عامر حتى إذا كان بالخريب أرسل اللّه‌


[1] يعني اجعل لي أمر الوبر: و المراد بذلك البادية، و لك أمر المدر: و المراد بذلك المدن و القرى.

[2] حرة واقم: هي إحدى قرى المدينة المنورة و هي الحرة الشرقية فيها، وقعت فيها وقعة الحرة المشهورة في أيام يزيد بن معاوية سنة 63 ه.

[3] الرقم: موضع في المدينة و يجوز فيه فتح القاف و كسرها، و إليه تنسب السهام الرقميات.

اسم الکتاب : دلائل النبوة المؤلف : أبو نعيم الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست