responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دلائل النبوة المؤلف : أبو نعيم الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 164

فخرجنا من المدينة، و كانت أم أيمن تحدث تقول: أتاني رجلان من اليهود يوما نصف النهار بالمدينة فقالا: أخرجي لنا أحمد، فأخرجته و نظرا إليه، و قلّباه مليّا، حتى إنهما لينظران إلى سوأته، ثم قال أحدهما لصاحبه: هذا نبيّ هذه الأمة، و هذه دار هجرته، و سيكون بهذه البلدة من القتل و السبي أمر عظيم.

قالت أم أيمن: و وعيت ذلك كلّه من كلامهما.

رجوعه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى مكة:

قالوا: فرجعت به أمه إلى مكة فلما كان بالأبواء [1] توفيت آمنة بالأبواء فرجعت به أمّ أيمن على البعيرين اللذين قدما [2] عليهما مكة، و كانت تحضنه.

قالوا: و ورث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من أبيه أمّ أيمن، و خمسة أجمال أو ركب، و قطيعة غنم، و كانت أم أيمن تحضنه، و لما تزوج خديجة أعتقها.

قالوا: فلما توفيت آمنة قبضه عبد المطلب، فضمّه إليه، و كانت أمّ أيمن [هي‌] [3] التي قدمت به مكة، فرقّ له عبد المطلب رقة لم يرقها على ولد، و كان يقرّبه و يدنيه، و كان عبد المطلب إذا نام لم يدخل عليه أحد إعظاما له، و إذا خلا كذلك أيضا، و كان له مجلس لا يجلس عليه غيره، و كان يفرش له في ظلّ الكعبة فراش، و يأتي بنو عبد المطلب فيجلسون حول ذلك الفراش ينظرون إلى عبد المطلب، و يأتي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حتى يرقى على الفراش فيجلس عليه، فيقول له أعمامه: مهلا يا محمد عن فراش أبيك، فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك: دعوا ابني إنه‌


[1] الأبواء: بليدة بينها و بين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة و عشرون ميلا.

[2] في الطبقات 1/ 118 «قدموا» يعني الرسول و آمنة و أم أيمن.

[3] ما بين الحاصرين من زياداتنا.

اسم الکتاب : دلائل النبوة المؤلف : أبو نعيم الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست