و الثاني: يشكّل الكبرى لقرينة الحكمة، و هو ان ما لم يقله و لم يذكره اثباتا لا يريده ثبوتا، لان ظاهر حال المتكلّم انه في مقام بيان تمام موضوع حكمه الجدّي بالكلام [2].
و تسمّى هتان المقدمتان بمقدمات الحكمة.
فاذا تمّت هاتان المقدّمتان تكوّنت للكلام دلالة على الاطلاق و عدم دخل أيّ قيد لم يذكر في الكلام.
و لا شك في ان هذه الدلالة لا توجد في حالة ذكر القيد في نفس الكلام، لانّ دخله في موضوع الحكم يكون طبيعيا حينئذ ما دام القيد داخلا في جملة ما قاله و تختل بذلك المقدّمة الصغرى.
و انما وقع الشك و البحث في حالتين:
الاولى: اذا ذكر القيد في كلام منفصل آخر [3] فهل يؤدّي ذلك الى
[1] و هذه المقدّمة بيّنها صاحب الكفاية بقوله ان لا ينصب قرينة متصلة على التقييد
[2] بمعنى أننا إن شككنا في كون المتكلم في مقام البيان في كلام ما فإننا ناخذ باطلاقه لان الأصل ان يكون المتكلم في مقام البيان، و هذه نقطة مهمة في علم الفقه ذكرها بشكل مفصّل سيدنا المصنف في تقريرات السيد الهاشمي ج 3 ص 417 فراجعها هناك لاهميّتها
[3] إذا وردنا «اكرم العالم» و وردنا في رواية أخرى «اكرم العالم العادل» فهل نحمل «العالم» الاولى على الاهمال فيتعين علينا تقييد «العالم» الاول بالعادل كما هي الحالة فيما لو وردنا من الاصل اكرم العالم
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول(شرح الحلقة الثالثة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 250