إليك فاستجاب طائعا، و و اللّه ما عرفته خلال العشرين عاما التي تتلمذ فيها عليّ و ترعرع إلى جنبي إلّا سريعا إلى إجابتك نشطا في طاعتك لا يتردّد و لا يلين و لا يتوقف و لا يتلكّأ، و و اللّه ما رأيته طيلة هذه المدة غضب لنفسه، و ما أكثر ما رأيته يغضب لك و ينسى ذاته من أجلك. أي رب إني إذا كنت قد عجزت عن مكافأة هذا الولد البارّ الذي كان بالنسبة لي و بالنسبة إلى ابيه معا مثالا فريدا للولد المخلص الذي لا يتردد في الطاعة و التضحية و الفداء، و إذا كنت قد فجعت به و أنا في قمة الاعتزاز به و بما تجسّدت فيه من عناصر النبل و الشهامة و الوفاء و الايثار و ما تكاملت فيه من خصال التقوى و الفضل و الايمان و إذا كان القدر الذي لا رادّ له قد أطفأ في لحظة أملي في أن يمتدّ بعد وفاتي و أعيش في قلوب بارة كقلبه و في حياة نابضة بالخير كحياته فاني أتوسل إليك يا ربي بعد حمدك في كل يسر و عسر أن تتلقاه بعظيم لطفك و تحشره مع الصدّيقين من عبادك الصالحين و حسن أولئك رفيقا و ان لا تحرمه من قربي و لا تحرمني من رؤيته بعد وفاته و وفاتي بعد أن حرمت من ذلك في حياته، و أرجو أن لا يكون انتظاري طويلا للاجتماع به في مستقر رحمتك.