responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 134

نوعيا كالسيرة العقلائية، و هي عبارة عن ميل عام عند العقلاء نحو سلوك معيّن دون أن يكون للشرع دور ايجابي (1) في تكوين هذا الميل، و مثال ذلك الميل العام لدى العقلاء نحو الأخذ بظهور كلام المتكلم أو خبر الثقة أو اعتبار الحيازة سببا لتملك المباحات الأوّلية، و السيرة العقلائية بهذا المعنى تختلف عن سيرة المتشرّعة التي تقدّم أنها إحدى الطرق لكشف صدور الدليل الشرعي، فإن سيرة المتشرّعة بما هم كذلك تكون عادة وليدة البيان الشرعي، و لهذا تعتبر كاشفة عنه كشف المعلول عن العلّة، و أمّا السيرة العقلائية فمردّها- كما عرفنا- إلى ميل عام يوجد عند العقلاء نحو سلوك معيّن، لا كنتيجة لبيان شرعي بل نتيجة العوامل و المؤثّرات الأخرى التي تتكيّف وفقا لها ميول العقلاء و تصرفاتهم، و لأجل هذا لا يقتصر الميل العام الذي تعبّر عنه السيرة العقلائية على نطاق المتدينين خاصّة، لأنّ الدين لم يكن من عوامل تكوين هذا الميل.

و بهذا يتّضح أن السيرة العقلائية لا تكشف عن البيان الشرعي كشف المعلول عن العلّة، و إنما تدلّ على الحكم الشرعي عن طريق دلالة التقرير بالتقريب التالي: و هو أن الميل الموجود عند العقلاء نحو سلوك معيّن يعتبر قوّة دافعة لهم نحو ممارسة ذلك السلوك، فإذا سكتت الشريعة عن ذلك الميل و لم يردع المعصوم عن السيرة مع معاصرته لها كشف ذلك عن الرضا بذلك السلوك و إمضائه شرعا.


(1) أي مؤثّر.

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست