responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) المؤلف : الأشكناني، محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 82

و قد يقال إن تمايز العلوم يكون بتمايز و اختلاف الحيثيات و الجهات، فقد يكون الموضوع واحدا و لكن تختلف حيثيات الموضوع فتتمايز العلوم، مثلا موضوع علم النحو هو الكلمة من حيث آخرها، و موضوع علم الصرف هو الكلمة من حيث الصحة و الاعتلال، فالموضوع واحد هو" الكلمة"، و لكن اختلفت العلوم العربية إلى نحو و صرف و بلاغة بسبب اختلاف الحيثيات.

إذن: توجد ثلاثة آراء في تمايز العلوم: الرأي الأول يقول إن العلوم تتمايز بالموضوعات، و الرأي الثاني يقول إن العلوم تتمايز بالغايات و الأغراض، و الرأي الثالث يقول إن العلوم تتمايز بالحيثيات.

رأي الشهيد (قدس سره):

ثم أتى الشهيد و قال إنه يمكن توجيه قول العلماء القدماء [1] من أن موضوع علم الأصول هو الأدلة و لكن لا نحصر الأدلة في أربعة فقط، بل يكون الموضوع هو مطلق الأدلة بدون تقييدها بالأربعة، فالموضوع هو" الأدلة"،


[1] نرى هنا أن الشهيد قد تأدّب في تعليقه على رأي العلماء السابقين فلم يقل إن كلامهم خطأ أو غير صحيح بل قال بإمكان توجيه كلامهم، و هكذا فإن المطلوب من طالب العلم أن يكون مؤدّبا حينما يناقش آراء العلماء فلا يقول بأن آراءهم ليست صحيحة بل يمكن له استعمال تعبيرات أخرى مثل إمكان توجيه آرائهم أو أن آراءهم ناقصة ليست تامة و يمكن إتمامها و إكمالها و ما يشابه هذه التعبيرات، و بعض الذين لا يملكون من العلم إلا قليلا قد يتجرءون أحيانا على العلماء الذين أتعبوا أنفسهم و صرفوا أعمارهم في سبيل حفظ هذا الدين، فقد يقول مثلا إن كلام هذا العالم خطأ أو إن المسألة الشرعية التي أتى بها غير صحيحة إلى غير ذلك من الكلمات التي تعتبر جرأة على العلماء السابقين (رضوان اللّه عليهم) أو العلماء المعاصرين حفظهم اللّه تعالى، فلا بد من التأدّب مع جميع العلماء السابقين و المعاصرين.

اسم الکتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) المؤلف : الأشكناني، محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست