responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) المؤلف : الأشكناني، محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 164

رد الفعل المعاكس في النطاق السني:

إن الاتجاه العقلي المتطرف لقي معارضة في النطاق السني أيضا، فعلى الصعيد الفقهي تمثل رد الفعل في قيام المذهب الظاهري على يد داود ابن علي بن خلف الأصبهاني في أواسط القرن الثالث إذ كان يدعو إلى العمل بظاهر الكتاب و السنة و الاقتصار على البيان الشرعي و يشجب الرجوع إلى العقل.

و انعكس رد الفعل على البحوث العقائدية و الكلامية متمثلا في الاتجاه الأشعري الذي عطل العقل و زعم أنه ساقط بالمرة عن إصدار الحكم حتى في المجال العقائدي، و قد كان المقرر بين العلماء أن وجوب المعرفة باللّه و الشريعة حكم عقلي لا حكم شرعي لأن الحكم الشرعي ليس له تأثير في حياة الإنسان إلا بعد أن يعرف ربه و شريعته، و خالف الأشعري ذلك و أكد أن وجوب المعرفة باللّه حكم شرعي كوجوب الصلاة و الصوم.

و امتد رد الفعل إلى علم الأخلاق- و كان وقتئذ يعيش في كنف علم الكلام-، فأنكر الأشاعرة قدرة العقل على تمييز الحسن من الأفعال عن قبيحها، فلا يمكن للعقل أن يميز بين العدل و الظلم، و إنما صار الأول حسنا و الثاني قبيحا بالبيان الشرعي، و لو جاء البيان الشرعي بقبح العدل و حسن الظلم لم يكن للعقل أي حق في الاعتراض على ذلك.

و ردود الفعل هذه كانت تشتمل على نكسة و خطر كبير لا يقل عن خطر الاتجاه العقلي المتطرف لأنها اتجهت إلى القضاء على العقل بشكل مطلق و تجريده عن كثير من صلاحياته و إيقاف النمو العقلي في الذهنية الإسلامية بحجة التعبد بنصوص الشارع و الحرص على الكتاب و السنة.

اسم الکتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) المؤلف : الأشكناني، محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست