responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 49

و منها: «و من ذلك قوله عليه الصلاة و السلام في خطبة له: «ألا و إنّ الدّنيا قد ارتحلت مدبرة، و إنّ الآخرة قد ارتحلت مقبلة» و هذه استعارة، لأنه عليه الصلاة و السلام جعل الدنيا بمنزلة-إلى أن قال: -و يروى هذا الكلام على تغيير في ألفاظه لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام، و قد أوردناه في كتابنا المسوم بنهج البلاغة، و هو المشتمل على مختار كلامه 7 في جميع المعاني و الأغراض و الأجناس و الأعراض» [1] .

و منها: «و من ذلك قوله عليه الصلاة و السلام: «ما نزل من القرآن آية إلاّ و لها ظهر و بطن، و لكلّ حرف حدّ، و لكلّ حدّ مقطع» ، و في هذا الكلام استعارتان: أحدهما: قوله عليه الصلاة و السلام : «ما نزل من القرآن آية إلاّ و لها ظهر و بطن» . و قد قيل في ذلك أقوال: منها أنّ يكون المراد أنّ القرآن يتقلّب وجوها، و يحتمل من التأويلات ضروبا كما وصفه أمير المؤمنين عليّ 7 في كلام له، فقال : «القرآن حمّال ذو وجوه» ، أي يحتمل التصريف على التأويلات، و الحمل على الوجوه المختلفات. و قد ذكرنا هذا الكلام في كتابنا الموسوم بنهج البلاغة، و من ذلك قول القائل: قلّبت أمري ظهرا لبطن» [2] .

و منها: «و من ذلك قوله عليه الصلاة و السلام: «القلوب أوعية بعضها أوعى من بعض» ، و هذه استعارة. و المراد تشبيه من حيث حفظ و وعى، كالوعاء من حيث جمع و أوعى، و ربما نسب هذا الكلام إلى أمير المؤمنين 7 على خلاف في لفظ، و قد ذكرناه في جملة كلامه لكميل بن زياد النّخعيّ في كتاب نهج البلاغة» [3] .

و قال الشريف الرضي في حقائق التأويل ما لفظه: «إنه لو كان كلام يلحق بغباره، أو يجري في مضماره-بعد كلام الرسول 6-لكان ذلك كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7، إذ كان منفردا بطريق الفصاحة، لا تزاحمة عليها المناكب، و لا يلحق بعقوه فيها الكادح الجاهد، و من أراد أن يعلم برهان ما أشرنا اليه من ذلك، فلينعم النظر في كتابنا الذي ألّفناه و وسمناه بنهج البلاغة، و جعلناه يشتمل على مختار جميع الواقع إلينا من كلام أمير المؤمنين 7 في جميع الأنحاء و الأغراض و الأجناس و الأنواع من خطب و كتب


[1] المجازات النبوية: 199. نهج البلاغة 1-89566.

[2] المجازات النبوية: 251، و راجع نهج البلاغة 3: 150.

[3] المجازات النبوية: 291، و راجع نهج البلاغة 3: 186.

اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست