responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 44

عليّ رضى اللّه عنه، و لا أسانيد لذلك، و بعضها باطل، و فيه حقّ، و لكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النّطق بها، و لكن أين المنصف؟!و قيل: بل جمع أخيه الشريف الرضي» [1] .

و قال أيضا في الميزان: «هو المتّهم بوضع كتاب نهج البلاغة، و له مشاركة قويّة في العلوم، و من طالع كتابه نهج البلاغة جزم بأنّه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضى اللّه عنه، ففيه السب الصراح و الحط على السيدين أبي بكر و عمر، و فيه من التناقض و الأشياء الركيكة و العبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة و بنفس غيرهم من بعدهم من المتأخرين جزم بأنّ أكثره باطل» [2] .

و قد يرى البغضاء من قلمه و الكذب في قوله: «في تصانيفه‌[ المرتضى‌]سبّ الصحابة و تكفيرهم» فإنّه ليس لذلك في تصانيفه عين و لا أثر. و قوله: «لا أسانيد لذلك» يدل على جهله بأسانيد المرويات عن عليّ 7-كما ستعرف في هذا الكتاب-و من إتهامه الشريف المرتضى بالوضع، و هذا ما لم يتهمه منصف في حياته و بعد وفاته، و لا أدري هل هو أعرف بنفس القرشيّين أم أهل البيت الذين اغترفوا من زلال علوم النبي الأطهر 6 و عاصروا الصحابة الأخيار و حافظوا على تراث الإسلام.

و لعل أقرب الأقوال ما ذكره زكي مبارك في كتابه النثر الفني، حيث قال: «و قد أراد المسيو ديمومبين‌

(senybmomeD)

أن يغضّ من قيمة ما نسب إلى علي بن أبي طالب من خطب و رسائل، استنادا إلى ما شاع منذ أزمان من أنّ الشريف الرضي هو واضع كتاب نهج البلاغة، أما نحن فنتحفّظ في هذه المسألة كل التحفّظ، لأن الجاحظ يحدثنا: إنّ خطب علي و عمر و عثمان كانت محفوظة في مجموعات. و معنى هذا أن خطب عليّ كانت معروفة قبل الشريف الرضي. و الذين نسبوا نهج البلاغة إلى الرضي يحتجّون بأنّه وضعها لأغراض شيعية، فلم لا نقول من جانبنا بأن تهمة الوضع جاءت لتأييد خصوم الحملات الشيعية؟» [3] .


[1] سير أعلام النبلاء 17: 589.

[2] ميزان الاعتدال 3: 124.

[3] النثر الفنّي 1: 69.

اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست