responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 29

بقصيدة وجدانية، منها قوله:

أبكيك لو نقع الغليل بكائي # و أقول لو ذهب المقال بدائي

و أعوذ بالصبر الجميل تعزّيا # لو كان بالصبر الجميل عزائي

طورا تكاثرني الدموع و تارة # آوي إلى اكرومتي و حيائي

كم عبرة موّهتها بأناملي # و سترتها متجمّلا بردائي

ابدي التجلّد للعدوّ و لو درى # بتململي لقد اشتفى أعدائي

ما كنت أذخر في فداك رغيبة # لو كان يرجع ميّت بفداء

لو كان يدفع ذا الحمام بقوة # لتكدّست عصب وراء لوائي‌

[1]

و يصفها-كما شاهدها عيانا-امّا غمرت حياتها العفة و الزهادة بالصلاة و القيام:

أنضيت عيشك عفّة و زهادة # و طرحت مثقلة من الأعباء

بصيام يوم القيظ تلهب شمسه # و قيام طول الليلة الليلاء

ما كان يوما بالغبين من اشترى # رغد الجنان بعيشة خشناء

لو كان مثلك كل امّ برّة # غني البنون بها عن الآباء

كيف السلوّ، و كلّ موقع لحظة # أثر لفضلك خالد بإزائي

فعلات معروف تقرّ نواظري # فتكون أجلب جالب لبكائي‌

و يتألّم تألّم كلّ من فقد امّا صالحة تضحّي من أجل أولادها الغالي و الرخيص، و يصوّرها بأروع صورة حياتية، فيقول:

فبأي كفّ أستجنّ و أتّقي # صرف النوائب أم بأيّ دعاء

و من المموّل لي إذا ضاقت يدي # و من المعلّل لي من الأدواء

و من الذي ان ساورتني نكبة # كان الموقّي لي من الأسواء

أم من يلطّ عليّ ستر دعائه # حرما من البأساء و الضراء

رزآن يزدادان طول تجدّد # أبد الزمان فناؤها و بقائي‌


[1] ديوان الشريف الرضي 1: 62.

اسم الکتاب : دراسة حول نهج البلاغة المؤلف : السيد محمد حسين الجلالي    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست