بقصيدة وجدانية، منها قوله:
أبكيك لو نقع الغليل بكائي # و أقول لو ذهب المقال بدائي
و أعوذ بالصبر الجميل تعزّيا # لو كان بالصبر الجميل عزائي
طورا تكاثرني الدموع و تارة # آوي إلى اكرومتي و حيائي
كم عبرة موّهتها بأناملي # و سترتها متجمّلا بردائي
ابدي التجلّد للعدوّ و لو درى # بتململي لقد اشتفى أعدائي
ما كنت أذخر في فداك رغيبة # لو كان يرجع ميّت بفداء
لو كان يدفع ذا الحمام بقوة # لتكدّست عصب وراء لوائي
[1]
و يصفها-كما شاهدها عيانا-امّا غمرت حياتها العفة و الزهادة بالصلاة و القيام:
أنضيت عيشك عفّة و زهادة # و طرحت مثقلة من الأعباء
بصيام يوم القيظ تلهب شمسه # و قيام طول الليلة الليلاء
ما كان يوما بالغبين من اشترى # رغد الجنان بعيشة خشناء
لو كان مثلك كل امّ برّة # غني البنون بها عن الآباء
كيف السلوّ، و كلّ موقع لحظة # أثر لفضلك خالد بإزائي
فعلات معروف تقرّ نواظري # فتكون أجلب جالب لبكائي
و يتألّم تألّم كلّ من فقد امّا صالحة تضحّي من أجل أولادها الغالي و الرخيص، و يصوّرها بأروع صورة حياتية، فيقول:
فبأي كفّ أستجنّ و أتّقي # صرف النوائب أم بأيّ دعاء
و من المموّل لي إذا ضاقت يدي # و من المعلّل لي من الأدواء
و من الذي ان ساورتني نكبة # كان الموقّي لي من الأسواء
أم من يلطّ عليّ ستر دعائه # حرما من البأساء و الضراء
رزآن يزدادان طول تجدّد # أبد الزمان فناؤها و بقائي
[1] ديوان الشريف الرضي 1: 62.