من الطرق التي أشرت إليها في الصيانة في توثيق الكتاب هو الإهتمام بالكتاب جيلا بعد جيل بالنسخ و الشرح و التعليق، و الرواية بالقراءة و بالسماع، و غير ذلك من الأنحاء الثمانية للتحمّل المشروحة في علم الدراية.
و نهج البلاغة قد اهتم المشايخ به و تحمّلوه بالأنحاء، المشروحة في علم الدراية، و حينئذ يمكن القول بتواتر نسبة الكتاب إلى مؤلّفه، و هذا هو الحاصل بالنسبة إلى نص القرآن الكريم، إذ لا معنى إلى الإسناد فيه لتواتره بين المسلمين شرقا و غربا جيلا بعد جيل، و هكذا هو الحال بالنسبة إلى نهج البلاغة سواء عند من يعتني بتراث أهل البيت : و غيرهم من مختلف الطوائف و الملل و النحل، و ما أصدق كلام شيخنا العلاّمة أعلى اللّه مقامه في النهج: «قد طبّقت معروفيّته الشرق و الغرب، و نشر خبره في أسماع الخافقين، و تنوّر من تعليمات النهج جميع أفراد نوع البشر لصدوره عن معدن الوحي الإلهي، فهو أخ القرآن الكريم في التبليغ و التعليم، و فيه دواء كل عليل و سقيم، و دستور للعمل بموجبات سعادة الدنيا و سيادة دار النعيم، غير أن القرآن أنزله حامل الوحي الإلهي على قلب النبي الأمين صلّى اللّه عليه و اله، و النهج أنشأه باب مدينة علم النبيّ و حامل وحيه، سيد الموحّدين و إمام المتقين، علي أمير المؤمنين 7 من رب العالمين» [1] .
و قد ذكر السيد إعجاز حسين الكنتوري (ت/1281) في كتابه كشف الحجب (11) شرحا لنهج البلاغة، و لم يذكر من الحواشي و الترجمات شيئا، و استقصى شيخنا العلامة (151) شرحا ذكرها في الذريعة ج 14 ص 357-359.
و إليك جردا ببعض ما ذكرته في المعجم الموحّد لنفائس المخطوطات ممّا وقفت عليه في الفهارس و المصادر المتيّسرة، و الّتي تدلّ على أنواع الإهتمام بالكتاب في كل عصر و مصر عبر القرون، و أهملت النسخ الغير المؤرّخة و ما أكثرها.
ملاحظة
: الرقم على اليمين يشير إلى التاريخ و لو تقريبا، و الكلمة في ما بين المعقوفين تشير إلى المصدر أو المكتبة، و الرقم على اليسار إلى رقم النسخة أو الصفحة.