responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في الأصول / تقريرات المؤلف : السيد صمد علي الموسوي    الجزء : 1  صفحة : 210

الثاني: لو سلّمناه و لكن الغرض منه تسهيل الأمر للمستعملين في التعبير عن المعنى الموضوع له، بلحاظ كثرة ابتلاء الناس بهذا المعنى، و لذا اقتضت المصلحة أن يحكي أكثر من لفظ واحد عن هذا المعنى، و لا يخفى أنّ هذا الغرض ليس موجودا في ما نحن فيه، فإنّ هيئة المركّب و مجموع المركّب أمران متلازمان غير قابلين للتفكيك، فيلزم اللّغوية.

مضافا إلى أنّ هذا الوضع يستلزم إفادة المعنى الواحد مرّتين و الانتقال إليه بانتقالين؛ لأنّ تعدّد الوضع يقتضي تعدّد الإفادة و الانتقال، بحيث كان انتقال الثاني في عرض انتقال الأوّل؛ لتحقّق كلّ من الدالّين في عرض تحقّق الآخر، و هذا مخالف للوجدان.

و أمّا الدليل الثاني فهو ما قال به ابن مالك، و هو: أنّه لو كان لمجموع مركّب «زيد قائم» وضع على حده، فلا محالة لا يكون وضعا نوعيّا؛ إذ كلّ واحد من المركّب كان مباينا للآخر، و لذا لا يتصوّر أن يكون الوضع نوعيّا، فيكون الوضع فيه شخصيّا و لكنّه مردود لوجهين:

الأوّل: أنّ المركّب لا يعدّ و لا يحصى باعتبار الزمان و الأشخاص، و اللّغات، فلا يمكن الوضع فيه.

الثاني: بأنّ وضع المركّب يوجب تعطيل الخطابة و ابتكار الكلام و تشكيل الجملات الذوقيّة، فإنّ المتكلّم لا بدّ له أن يلاحظ كلّ جملة بأنّ لها وضعا أم لا، فانقدح من ذلك أنّ أصل الوضع فيه مردود، كما لا يخفى على المتفطّن.

اسم الکتاب : دراسات في الأصول / تقريرات المؤلف : السيد صمد علي الموسوي    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست