responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خطرة الطيف رحلات في المغرب والأندلس المؤلف : محمد بن عبد الله بن خطيب    الجزء : 1  صفحة : 67

الرسالة الثالثة كتاب معيار الاختبار في ذكر المعاهد و الديار

المجلس الأول‌

الحمد لله الذي انفردت صفاته بالاشتمال على أشتات الكمال، و الاستقلال بأعباء الجلال المنزّه عن احتلال الحلال، المتّصفة الخلال بالاختلال، المعتمد بالسؤال لصلة النوال، جاعل الأرض كسكّانها متغايرة الأحوال، باختلاف العروض و الأطوال، متّصفة بالمحاسن و المقابح عند اعتبار الهيئات و الأوضاع و الصنائع و الأعمال على التفصيل و الإجمال. فمن قام خيره بشرّه تحت خطّة الاعتدال، و من قصر خيره عن شرّه كان أهلا للاستعاضة و الاستبدال و من أربى خيره على شرّه وجب إليه شدّ الرحال، و التمس بقصده صلاح الحال. و كثيرا ما اغتبط الناس بأوطانهم فحصلوا في الجبال على دعة البال و فازوا في الرمال بالآمال، حكمة منه في اعتمار ربع الشمال، و تفي‌ء أكنافه عن اليمين و الشمال إلى أن يدعو أهل الأرض لموقف العرض و السؤال، و يذهل عن الأهل عظيم الأهوال. و الصلاة على سيّدنا و مولانا محمّد المصطفى الذي أنقذ بدعوته الوارفة الظلال من ظلمات الضلال، و جاء يرفع الأغلال، و تمييز الحرام من الحلال، و الرضى عمّن له من الصحب و الآل موارد الصدق عند كذب الآل.

أما بعد، ساعدك السعد، و لان لك الجعد، فإن الإنسان و إن اتّصف بالإحسان و إبانة اللسان، لما كان بعضه لبعض فقيرا، نبيها كان أو حقيرا، إذ مؤنته التي تصلح بها حاله، لا يسعها انتحاله، لزم اجتماعه و ائتلافه على‌

اسم الکتاب : خطرة الطيف رحلات في المغرب والأندلس المؤلف : محمد بن عبد الله بن خطيب    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست