الحمد للّه الأول الآخر، الظاهر الباطن، المبدىء المعيد، الذي بكل شيء عليم. و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين، الذي كملت برسالته الرسالات، و تمت بنبوته النبوات، و على آله و صحبه و أتباعه الذين هم الآخرون زمنّا السابقون إلى دار الخلود.
صلاة و سلاما دائمين ما تعاقب الليل و النهار، و دارت الأفلاك و الأقمار، و أظلم الليل و أضاء النهار.
أمّا بعد: فإن التاريخ من العلوم المفيدة الممتعة تتداوله الأمم و الأجيال، و تعشق قراءته و سماعه كل الفئات، فأربابه كثيرون، و عشاقه لا يحصون، لما فيه من المتعة و اللذّة، و لما يعود به على القارىء من فائدة.
فمن وعى التاريخ فكأنما أضاف أعمارا إلى عمره، و اطلع على أخبار الأولين و الآخرين. هذا مع سهولة قراءته و يسر فهمه.
و التاريخ فيه عبر و عظات، لما فيه من عرض لأحوال الأمم السالفة و الأجيال الماضية.