responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 7

شخص قائد الجيوش المظفرة من دار الملك بعزيمته الصادقة، يحفه الوقار، و تشيعه المهابة، في جملة من رجاله و حاشيته، و القلوب تناجيه: سبحان الذي منّ على الإسلام بعميد مثلك، و وفقك لخدمة الجامعة المحمدية المقدّسة، و حبب إليك الاستماتة في إعلاء شأن الدولة العلية، و جعلك حيثما حللت سراجا يستضاء به و سياجا يحتمى دونه.

و لما كان في سياحة عظيم الدولة عظات سياسية اجتماعية دينية يعتبر بها المعتبرون، على اختلاف الأجيال و القرون، رأيت أن أتشرف بالتأليف بين أجزاء أخبارها و آثارها في أرض الشام و الحجاز تاركا لأقلام من كتبوا و خطبوا في هذا المجال حريتهم، فإن نقل الشي‌ء على حقيقته ادعى إلى تصور كل قائل بقوله، فتتمثل للأنسال القادمة حالة عصرنا و مبلغ أهله من الأفكار و الآداب.

و لعل من أوتوا حظّا من العقل السليم، يدركون من مغزى ما سيقرءون، أن المسلمين لم يعدموا في كل زمان رجالا باعوا أنفسهم في سبيل اللّه، و سلبوا قرارهم ليوفروا لأمتهم سهمها من الراحة. و عسى الغرب الذي أساء ظنه زمنا طويلا بالشرق و أبنائه و لا سيما بالمسلمين منهم، يعود إلى الرّوية في حكمه على الإسلام و المسلمين و يعطي رجال هذه الأمة العثمانية حقوقهم من التجلة و الاحترام، بل من الإعجاب و الإعظام، فليس في الأرض من لم يسمع باسم أنور العثمانيين، و قرة عيون الموحدين، و لكن من الأمم من نغلت قلوب رجالها أمراض الأغراض رجاء إرواء مطامعهم من هذا الشرق القديم فيغضون ممن رفع اللّه قدره، و أعلى أمره، و حفظ به بيضة الدين، و اللّه نسأل في الختام أن يحفظ لنا هذا الرجل العظيم ويؤيد بفضله و عمل العاملين من إخوانه هذه الدولة المنصورة أبد الآبدين و دهر الداهرين آمين.

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست