responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 65

فبمثل هذه النفوس المملوءة أملا و حزما و ثباتا بقيت أدرنة، و تقدمت الدولة و فازت في هذه الحرب الأخيرة.

و قد عين أحمد جمال باشا بعد إسقاط وزارة كامل باشا محافظا للأستانة، فأظهر كفاءة مدهشة و حزما متينا و عزما باهرا، و كان دائم الجولان بين الأستانة و جتالجه يزور الجيش و يبث في أفراده روح النشاط و الهمة.

و لما قتل المرحوم شوكت باشا أظهر أحمد جمال باشا حزما كبيرا أعجب به الأوربيون و الشرقيون؛ إذ تمكن من اكتشاف المؤامرات و قبض على المؤامرين في أقل من لمح البصر، و لما سأله أحد مكاتبي الصحف عن إمكان إعداد الثورة أجابه فورا: إنه لا يجسر أحد بعد اليوم أن يقوم بثورة أو بشغب أو بأي شي‌ء يسمى قياما ما دمت في رأس هذه الوظيفة و ما دمت حاكما في الأستانة.

و لا ريب في أن هذا القول هو من جملة الاعتماد على النفس و الثقة بالإرادة التي لا يسمى الإنسان نابغة إلا إذا تجسمت هذه المزية في نفسه الكبيرة.

3- في رأس الفيلق‌

و قد عين أحمد جمال باشا بعد حين قائدا للفيلق الأول في الأستانة، فأظهر ما عهد بذاته الكريمة من المقدرة العسكرية الممتازة، و أذكر أنه كان يبذل قواه لإيصال الجندي العثماني إلى الدرجة التي يتطلبها المجد العثماني الإسلامي، و يصرف جهده لإفهامه خطورة التبعة الملقاة على عاتقه، و هو يرغب في أن يكون الجيش العثماني بأسره يشعر بشعور واحد.

إن الشعور الواحد الحساس الذي يود أحمد جمال باشا أن يبثه في نفس الجندي العثماني هو شعور الدين؛ أي: أن يحترم الجندي دينه ليستطيع الزحف‌

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست