و البيض في أيدي الكماة لوامع* * * كالبرق تخفى في العجاج و تظهر
و مواكب في إثرهنّ مواكب* * * من فوقها خفق اللواء الأحمر
هتفت فرددت البلاد هتافها* * * لما بدا سيف الخلافة «أنور»
بطل له في الخافقين كليهما* * * تاريخ مجد بالسيوف مسطر
ذو همة ما حال خطب دونها* * * و لها الكبائر تستكين فتصغر
و عزيمة أعيا الزمان مضاؤها* * * فصروفه أبدا لهنّ تعثر
و بصيرة بشفوفها برح الخفا* * * و أذيع سر المشكلات المضمر
و مهابة لا الأسد زائرة إذا* * * لاحت و لا مقل الأشاوس تنظر
زينت ببشر ينجلي في طلعة* * * غرّاء يحسدها الصباح المسفر
و ندى يظل المعتفين سحابه* * * فإذا همى خجل السحاب الممطر
للّه «أنور» حين تستل الظبى* * * و يموج تحت دجى العجاج العسكر
للّه «أنور» حين تشتبك القنا* * * و الموت يخترم النفوس و يزأر
هذا وزير الحرب أقبل زائرا* * * قطرا بزورته غدا يستكبر
سكانه عاشوا و ملء قلوبهم* * * حبّ على عرش الخلافة يقصر
يا ناشر الدستور بعد أن انطوى* * * إن العظائم بالأعاظم تجدر
جددت الإسلام عهدا ماضيا* * * و أعدت مجد الجيوش فهو مظفر
و صقلت بالعزمات بيض سيوفه* * * فثيابه بدم العداة تحبر
خاض المعارك مقدما لا ينثني* * * متموجا كاليم ساعة يزخر
و كسا رحاب الدردنيل من العدى* * * جثثا تنوش لحومهن الأنسر
و مضت بقيتهم تفر من الردى* * * خوفا و يوهنها القضاء فتعثر
و سيوف عثمان لوامع فوقها* * * و الحتف في شفراتهن مصور