فقد أعد لهم مهما استطاع له* * * من قوة و رباط الخيل إذ مكروا
و جاء يستصرخ الهادي بروضته* * * من أصبحت في الملأ أيامه غرر
مولى العلى أنور الوضاء طلعته* * * و من به دولة الإسلام تفتخر
في مهبط الوحي و القرآن من زمن* * * فيه تنزلت الآيات و السور
لا غرو إن أمّ هذا القبر مبتهلا* * * يستمنح النصر حتى يأته الظفر
«و من تكن برسول اللّه نصرته»* * * لا شك في أنه يعلو و ينتصر
فيا حليف الندى و المجد منفردا* * * و يا مبيد العدى و الحرب تستعر
ها طيبة اليوم في أبهى ملابسها* * * طابت بسامتها الآصال و البكر
أهلا و سهلا تناديك الربوع بها* * * و أهلها كلهم و البدو و الحضر
هشت لمقدمك المحبوب تربتها* * * كأنما أنت في أحيائها مطر
أنقذت أمة هذا الدين من خطر* * * قد كان يقضي عليها ذلك الخطر
منحتها العدل و الشورى و كنت لها* * * كهفا منيعا به تسمو و تفتخر
و صنتها من عدو طالما طمحت* * * أطماعه لاغتيال ساقه الأشر
أذكرتها زمن الصديق من حقب* * * أو يوم يحكم في أرجائها عمر
فالدين و الشعب و الإسلام قاطبة* * * راضون و الحجر و الأركان و الحجر
و المصطفى جذل في وسط حجرته* * * قد سر من طيب ذكر نشره عطر
و يا سمير الحجى في كل نازلة* * * و يا منير الدجى و الخطب معتكر
هذا جمال لقد سارت كتائبه* * * ظمآنة لورود النيل تبتدر
تجوب تلك الفيافي كالخضم له* * * موج تلاطم أو كالسيل ينحدر
هذا الوزير الذي جلت مآثره* * * أن يحصها العدو أو أن تحوها الفكر
كم من يد أصبحت بيضاء ناصعة* * * له بحلق يروي ذكرها الأثر