responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 194

ثم توجه الكل إلى الحضرة النبوية سائلين اللّه بجاهه أن ينظر إلى الجيش العثماني نظر رضا، و أن يمده بجنود من ملائكته المقربين، ثم خرجا مستعدين للرحيل.

و بعد صلاة الظهر في الحرم النبوي خرجا بعد التوديع مشيعين بمثل ما دخلا به من الاحتفال العجيب، و لقد أمطر المدينة برشة من وابل فيضهما أحيت القلوب، و أينعت بسببها الرياض القاحلة- فدفع أنور باشا ألفي ليرة للبلدية لتقسمها على الفقراء، ثم مثلها لشيخ الحرم؛ ليقسمها على خدمته من علماء و خطباء و أئمة و مؤذنين و فراشين و بوابين و كناسين، و أما جمال باشا فإنه سخت نفسه بجلب عشر شاحنات من الحنطة لتقسم يوميّا على الفقراء خبزا، فجزاهما اللّه عن جيران النبي خيرا، و أرسل أنور العثمانيين بضعة ألوف من الليرات لتوزع على فقراء مكة المكرمة و القبائل المجاورة للبيتين المعظمين، و أهدى الحرم الشريف مصحفا من أغلى ما رأته العيون، و أجمل ما خطته أنامل الخطاطين، فرجع بالذكرى الحسنة و الثواب الآجل إن شاء اللّه.

قال العلامة الشيخ أسعد الشقيري لدولة وزير العثمانيين أنور باشا بين المدينة و دمشق: دخل محمد الفاتح القسطنطينية، و في جيشه رجل من العلماء اسمه آق شمس الدين من مشاهير العلماء، و مما يثبت لكم تعلق الموحدين و مكانتكم من قلوبهم أنه بمناسبة زيارتكم المدينة المنورة وجد في معيتكم من آل الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) الأمير فيصل بك نجل أمير مكة المكرمة، و من يقلد الخفاء من العثمانيين السيف عند توليهم مقام الخلافة في مرقد أبي أيوب الأنصاري مولانا جلبي أفندي و أكابر العلماء، كمفاتي الولايات و نقبائها، و هذا من مفاخركم التي لم تسبقوا إليها.

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست