اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 19
باشا و حاشيتيهما الكريمتين، فاخترقت تلك الصفوف من قرب معلقة زحلة إلى نزل قادري الكبير الذي هو اليوم مستشفى الهلال الأحمر المنصور.
و كانت الموسيقى الأسقفية قرب الصخرة بين المعلقة و الحوش. ثم موسيقى الكلية الشرقية. و موسيقى لبنان قرب الحوش. و وفود الملاقين من دولة متصرف لبنان و بطانته و رجال حكومتي البقاع و زحلة و الرؤساء الروحيون و الأعيان و الوجوه، فساروا بهذا الموكب الحافل، و كانت أمام المستشفى المشار إليه تلاميذ المدارس الشرقية الأسقفية و مدرسة الحكومة ذكورا و إناثا و بأيديهم الأعلام العثمانية و المتحدة، فحيوهم بهتاف النصر.
و بعد أن استقر بهم المقام تقاطرت الوفود لتقديم الاحترام و الخضوع لحضرة ضيف سورية المعظم، فاستقبلهم ببشاشة، و قدمت لدولته قصيدتان أنشد إحداهما حليم أفندي دموس استقبالا لدولته، و الثانية أنشدها يوسف أفندي نعمان بريدي على المائدة التي جمعت أسباب السرور.
و دخلت جمعية «بنات الشفقة» الأرثوذكسية، فقدمت لدولته متكأ «ركاية» أطلس عليها شبك و علما عثمانيا نفيسا مطرزا بالقصب، كتب عليه «فلتحي العثمانية» فتنازل دولته لقبولهما، و أنشدته الآنسة ليندا خليل الحاج شاهين أبياتا شعرية بالعربية، ثم شقيقتها الآنسة زلي رئيسة الجمعية خطابا إفرنسيا، فأمر دولته للجمعية بخمس عشرة ليرة إحسانا.
و كان وفد المدارس الثلاث الموما إليها من كل مدرسة سبعة مع رؤساء المدارس. فألقى تلميذ عن فئة الطلبة الكبار في الشرقية خطابا تركيّا، و جورج أفندي الشويري الرخيم الصوت نشيدا عن فئة صغارها، فحتم دولة جمال باشا
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 19