responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 185

في المدينة المنورة

ركب أنور باشا و جمال باشا و من في معيتهما القطار من عمان حضارة البلقاء، و ما برح العربان المخيمون في لواء الكرك و ما بعدها حتى المدينة المنورة ينحرون الإبل؛ شكرا للّه على قدوم أنور باشا، و هو- أيد اللّه عزه- يقابلهم ببشره و لطفه، و ينعم عليهم بإحساناته و صدقاته، و يبدون عواطف العرب الخلقية نحو دولة الخلافة مما يمتعض له وجه الأعداء، و يفرح به قلب الأولياء.

و في طريق المدينة جاءت البشرى من مقام الخلافة العظمى بتوجيه، و سام الامتياز الذهبي و الفضي الحربي إلى دولة جمال باشا قائد الجيش الرابع، و صنو دولة أنور باشا و صديقه، و ذلك أن وكيل القائد الأعظم أنور باشا دهش مما شاهد من آثار أخيه أحمد جمال باشا، فعرض ما شاهد على مسمع أمير المؤمنين، فصدرت إرادته السنية بالإحسان إليه، هذا الإحسان السلطاني جزاء خدمه الجلي في جانب السلطنة و الخلافة، و قد طير البرق هذا النبأ إلى الأطراف، فسرّ الناس على اختلاف درجاتهم و تصوراتهم؛ إذ عرفوا أننا في دولة يكافأ فيها العامل، و يعرف قدر المحسن في عاجل الحال و آجله، فالحمد للّه على ما أنعم و وفق.

و بعد، فلم يكد [1] ينتشر بين الأهالي في مدينة الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) خبر قدوم أنور باشا و جمال باشا حتى عمّ البشر، و سرت روح حياة في عروق الكل، و لم ينتظروا أوامر الحكومة، بل تقديرا لهذين البطلين المقدامين أخذ الكل‌


[1] من رسالة لمكاتب جريدة المقتبس في البلد الطيب، و رسالة مكاتب الشركة الملية البرقية، و من مصادر أخرى رسمية و غير رسمية.

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست