responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 181

في صحراء التيه‌

لم يترك وكيل القائد الأعظم حضرة أنور باشا دقيقة واحدة من وقته في سياحته تذهب سدى، بل حصر وكده؛ شأنه منذ عرف في النظر فيما له مساس باختصاصه الحربي أولا، ثم الإشراف على المسائل الأخرى في البلاد. أما و جيشنا المنصور على قدم الاستعداد اليوم للزحف على مصر و إنقاذها من براثن محتليها، فإن بطلنا المحبوب زار صحراء التيه أيضا؛ لأنها الطريق الموصلة إلى القطر المصري؛ ليرى هناك ما أحدث من طرق حديدية و معبدة و آبار ارتوازية و أحواض مياه و حصون و معاهد عسكرية تبلغ المقصود.

فركب- أعزّه اللّه- من مدينة القدس في سيارة هو و رفيقه أحمد جمال باشا إلى بئر السبع، فأعجب ما رأى من الطرق المعبدة حديثا، الممتدة على طول الصحراء كما راقته تلك الآبار التي أحدثت لجمع المياه، و تطهير تلك الصحراء، و أثنى الثناء الكثير على القائد العام في هذه الديار لتوفره على مد الخط الحديدي بهذه السرعة، و وصوله إلى الحفير ثناءه على تمديد الطرق المعبدة في تلك المفازة المشهورة برمالها و معاكسة الطبيعة لها.

و لما بلغ القائد بئر السبع استعرض العساكر المرابطة هناك، و سرّ بحسن الانتظام و الترتيب كما انشرح صدره بالصحة العامة بين الجيش.

حتى إذا وافى القائد بئر السبع تناول طعام الغداء في معسكر القوة السفرية الأولى، ثم استعرض هذه القوة كلها والاي الأقنجي الآتي من المدينة المنورة، و فتش أنابير بئر السبع و معاهدها العسكرية المختلفة و عاد إلى بئر السبع.

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست