responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 164

ظهرت عليها علائم القبول، و زار تربة سيدنا إسحق و يعقوب و يوسف و جميع المشاهد، و صافح العلماء و الأتقياء، و نال حظّا كبيرا من أدعيتهم، و أحسن إلى الفقراء بصدقة عظيمة، و سار و العز يشيعه إلى قصبة بيت لحم، و هناك وقف له رؤساء جميع الملل و الطوائف الغير المسلمة مع الجند السلطاني، فاستقبلوا دولته أعظم استقبال و أبهى احتفال، و استرحموا منه أن يروه كنيسة الولادة، فدخلها؛ إجابة لدعوتهم، و كان الرؤساء الروحيون بملابسهم الكهنوتية، و ضربت له النواقيس، و اجتمعت الطوائف على اختلاف أجناسها و أعمارها، و أوقدت الشموع و القناديل داخل الكنيسة، و دعي للدولة و الجيش فخرج و أحسن بصدقة عظيمة أيضا على فقراء الطوائف.

ثم جاء القدس وقت الظهر، فتناول الطعام في المعسكر في جبل الطور، و كانت ضيافة القدس في العودة مما أقامه روشن بك مفتش المنزل، و تكلم في تلك الضيافة الشيخ أسعد الشقيري على حديث نبوي خاطب فيه الرسول سيدنا علي بن أبي طالب بقوله: ( (أنت سيد المسلمين و يعسوب الموحدين)) و إن السيادة التي كانت لعلي بسبب حفظه لكيان المسلمين و حرصه على إقامة شعائر الدين و قيادته للجيوش الإسلامية و اجتهاده في الفنون الحربية و حصول الظفر على يديه، فنال السيادة بالعز و الحزم و الجهاد و السيف، و مضى راضيا مرضيّا، و إن أنور باشا في عصرنا يحق له السيادة على الإسلام بسبب ثباته على مسلك الدين، و اتباعه لشريعة سيد المرسلين، و جهاده في طرابلس الغرب، و في مواقع الحروب، و تنظيمه الجيوش، و أخذه على عاتقه القيادة العامة و شخوصه بالذات إلى هذه الولايات لتفقد الشئون العامة، و النظر في الجيش.

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست