اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 147
هذا اليوم هو عيد مبجل يضم على تاريخها؛ و أعني اليوم المبارك الذي شرف به حضرة أنور باشا أكبر أولاد الوطن و أجلهم، و زار دمشق، فأحيا ربوعها، و أظهر شأنها الإسلامي و العثماني، فكان قدومه و وطء أقدامه في دمشق فخرا لها و إسعادا.
إن أفق الحاضرة الذي يمنحنا يوما ميمونا قد كانت فيه قلوب العامة و الخاصة مملوءة بالمسرات منذ لمعت شمسه، و الأهلون استقبلته استقبالا مهمّا، فكانت تسعى في إعداد الوسائل التي تليق به إجابة لنداء الإلهام القلبي.
إن يوما كان له شأن و شرف عظيم توجت به صحف التاريخ العثماني، و رفعته إلى مقام يميز عن تاريخ صوقوللي باشا و سنان باشا و نابوليون هو يوم شرف به وكيل الحضرة السلطانية المحبوب منا و المحترم عندنا، و زار فيه مباني بلدة دمشق الرسمية و الخصوصية و رايات الظفر تلمع براعة استهلال لشأن العثمانيين و شوكتهم.
كل طلعة كانت مشرقة بالسرور لامعة بالأشواق و الأفراح، اليوم لبست دمشق لباس سعد و هناء، و جاء أفراد الأمة و قلبهم يخفق بالعثمانية، و شاهدوا نور طلعة القائد العالي الشأن، و نور طلعة حضرة جمال باشا قائد الجيش الرابع، و ساعده الأقوى، و لأجل إظهار شعورهما الصحيح قد جلسا في صدر الموقع في ذلك النادي الفسيح ...
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 147