التَّهْلُكَةِ»[1] فأجابه 7 بأنّه- أو (صلوات اللَّه عليه)- خُيّر في تلك الليلة، أي جعل إليه الأمر بأن يختار لقاء اللَّه أو البقاء في الدنيا، فاختار لقاء اللَّه، فسقط عنه وجوب حفظ النفس [2].
انتهى كلام صاحب الوافى.
أقول: مَثَل ذلك مَثَل أن يكون بينك وبين معشوقك طريقان: أحدهما قريب إن سلكته وصلت إليه في أقرب الزمان، ولكن تشاك ويتمزّق ثيابك ويتخدّش إهابك، والآخر بعيد خال من تلك المضارّ، ولكن يؤخّرك عن المزار، فخيّرك المعشوق في الوصول إليه بين الطريقين، فتختار القريب ولا تبالي بما يعرض لك في البين، ولقد أحسن وأجاد ونظم وأفاد (شعر):
وفي مثنوي شيخنا البهائي (قدس سره) المسمّى ب «نان وحلوا»:
ابذلوا أرواحكم يا عاشقين* * * إن تكونوا في هوانا صادقين
تا نسازى بر خود آسايش حرام* * * كى توانى زد به راه عشق گام
نيست اندر راه عشق آسودگى* * * سر بسر در دشت و خون پالودگى
غير نا كامى درين ره كام نيست* * * راه عشق است، اين رَهِ حمّام نيست
كوى دولت آن سعادتمند برد* * * كو به پاى دلبرخود جان سپرد
هذا، ثمّ إنّ في هذا الحديث وما يأتي بعده إشكالًا آخر، و هو أنّه قد تظافرت الأخبار بأنّ الأئمّة : كانوا عالمين بشهادتهم وكيفيّتها وأزمنتها وأمكنتها والمباشرين لها بإخبار رسول اللَّه 6 عن جبرئيل عن الباري عزّ اسمه وتعالى شأنه، فما معنى التخيير في أمر قد تعيّن فيما قبل؟