بعض مَن في قلوبهم زيغ كانوا يتكفّلون هذا الرأي الفاسد ابتغاء الفتنة. والظاهر أنّ إنكار عمر موت النبيّ 6 كان مبنيّاً على ذلك؛ نقل علّامتهم الزمخشري في الفائق في النون مع الهاء:
أنّ عمر مانعهم في دفن رسول اللَّه 6 وقال: إنّه لم يمت، ولكنّه صعق كما صعق موسى، فقال عبّاس: إنّ رسول اللَّه لم يمت حتّى ترككم على طريق ناهجة، فخلّ بيننا وبين صاحبنا [1].
وهذه الجملة ذكرت استطراداً، فلنرجع إلى ما كنّا فيه، فقوله 7: «إنّ الأرض لا تخلو من حجّة» إن كان من ذلك الباب، فالمعنى أنّ عمر الإنسان لا يجري ولا يمضي ولا يمتدّ إلى غايته ولا ينقضي إلّامع حجّة من اللَّه على الخلق، ولولاها لماجت بأهلها، وانتهى عمرها.
وفي كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة في باب اتّصال الوصيّة من لدن آدم 7 عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر 7 وهو يقول: «لن تخلو الأرض إلّاوفيها رجل منّا يعرف الحق» الحديث [2].
وفي حديث آخر عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللَّه 7: «لم تخل إلّاوفيها عالم كيما إن زاد المؤمنون [3] شيئاً ردّهم إلى الحقّ، وإن نقصوا شيئاً تمّمه لهم». [4]
أورد الصدوق- طاب ثراه- هذا الحديث في كتاب إكمال الدين بإسناده عن أيّوب بن نوح عن ربيع بن محمّد المسلمي [6]، وباقي السند والمتن موافق إلّاأنّ «الحجّة» ذكرت هناك منكّرة، و «ما زالت» في هذا الحديث ناقصة [7] وخبرها محذوف، والتقدير في