يستحقّه بنفس ذاته تعالى شأنه عمّا يصفه المشبّهون علوّاً كبيراً.
قوله 7: (ليس بينَ الخالِقِ والمخلوقِ شيءٌ). [ح 4/ 311] أي لا حجاب ولا صورة ولا مثال ولا غير ذلك.
وهذا أيضاً صريح في أن ليس المراد بها المعانيَ المذكورةَ التي مصداقاتها المخلوقات، بل الصفات الزائدة الموجودة كالشكل والمقدار والتخطيط، وما يلزمها من الاحتجاب والتواري بالحجاب.
وفي كتاب التوحيد عن الحارث الأعور، عن عليّ بن أبي طالب 7 أنّه دخل السوق فإذا هو برجل مُولِيه ظهره يقول: لا والذي احتجب بالسبع. فضرب عليّ 7 ظهره، ثمّ قال: «مَن الذي احتجب بالسبع؟» قال: اللَّه يا أمير المؤمنين، قال: «أخطأت ثكلتك امّك، إنّ اللَّه عزّوجلّ ليس بينه وبين خلقه حجاب؛ لأنّه معهم أينما كانوا». قال: ما كفّارة ما قلت يا أمير المؤمنين؟ قال: «أن تعلم أنّ اللَّه معك حيث كنت» قال: اطعم المساكين، قال: «لا، إنّما حلفت بغير ربّك». [1]
أقول: هذا الرجل كان قد عرف اللَّه بالحجاب، ولذا لم يعرفه؛ لأنّه قال 7: «إنّك حلفت بغير ربّك». ولذا قال أبو عبداللَّه 7 في الحديث الذي نحن فيه: «فمن لم يعرفه به فليس يعرفه، إنّما يعرف غيره».
وقول أمير المؤمنين 7: «ليس بينه وبين خلقه حجاب؛ لأنّه معهم» نفي وجود الحجاب لعلّة المعيّة، لا نهي عن اتّخاذ الحجاب- وإن لزمه- والتفسير بأئمّة الضلال وعلماء السوء مثبت وجود الحجاب، وليس في المعنى نهي عن اتّخاذه.
ومن الاتّفاقات أنّ رجلًا من البراهمة قبل بلوغي في هذه التعليقة إلى هذا الحديث أنشأ بيت شعر، و هو هذا:
نظر بعارض جانان زپرده دوختهايم* * * حجاب عينك چشم است مرد بينا را
وكان اسمه برهمن، فقلت في جوابه:
برهمن ازپى تصحيح بت پرستى گفت* * * حجاب عينك چشم است مرد بينا را