responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 330

وقوله 7: «الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره» ناظرٌ إلى قوله تعالى‌: «يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا»، فدلّ الحديث على أنّ الراسخين في العلم لا يقتحمون في المتشابهات، بل يقتصرون على الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره، وعلى قول: إنّا آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا، والاعتراف بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علماً، ورسوخهم في العلم هو ترك التعمّق فيما لم يكلَّفوا البحث عن كنهه.

ومقتضى هذا أن يكون‌ «وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» مبتدأ و «يَقُولُونَ» خبره، ويصحّ الوقف على اللَّه، ويكون كلّ من يقرّ ويعترف الإقرارَ والاعترافَ المذكورين ويكفّ نفسه عن الاقتحام المذكور داخلًا في الراسخين المذكور في الآية.

وفي رواية هشام المذكورة في أوّل كتاب العقل: «يا هشام، ثمّ ذكر اولي الألباب بأحسن الذِّكْر، وحلّاهم بأحسن الحِلْية، فقال: «يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ» [1] إلى قوله:

وقال: «وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ». [2]

ومقتضى هذا أيضاً الوقف على اللَّه كما لا يخفى، ومقتضى الأخبار التي جاءت عن الأئمّة الأطهار- (سلام اللَّه عليهم)- في أنّهم هم الراسخون في العلم الوقفُ على العلم، وعدمُ حصول الرسوخ لآحاد الامّة.

والجمع بأن يحمل الرسوخ تارةً على الثبات والاستقرار في علم التأويل بأن لا يأوِّلوا المتشابهات بالظنّ والتخمين والرأي والاجتهاد التي يلزمها التزلزل والانتقال من قول إلى قول، بل بتعليم وتوقيف من اللَّه تعالى.

وعلى هذا المعنى كان الوقف على العلم و «يَقُولُونَ» استئناف أو حال وضمير «بِهِ» للكتاب‌ «كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا» أي محكمه ومتشابهه. والرسوخ بهذا المعنى مختصّ بالنبيّ وآله الأطهار، (سلام اللَّه عليهم).

وفي باب أنّ الراسخين هم الأئمّة :: «فرسول اللَّه 6 أفضلُ الراسخين في العلم، قد عَلَّمَه اللَّهُ عزّوجلّ جميع ما أنزَلَ عليه من التنزيل والتأويل، وما كان اللَّه لِيُنْزِلَ عليه شيئاً لم يُعَلِّمُهُ تأويلَه، وأوصياؤُهُ من بعده يعلمونه كُلَّه، والذين لا يعلمون تأويلَه إذا


[1]. البقرة (2): 269.

[2]. آل عمران (3): 7.

اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست