قال السائل: فإنّا لم نجد موهوماً إلّامخلوقاً؟ قال أبو عبداللَّه 7: «لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد عنّا مرتفعاً؛ لأنّا لم نكلّف أن نعتقد غير موهوم، ولكنّا نقول: كلّ موهوم بالحواسّ مدرَكٍ؛ فما تجده الحواسّ وتمثّله فهو مخلوق، ولابدّ من إثبات صانع الأشياء خارجاً من الجهتين المذمومتين: إحداهما النفي إذا [1] كان النفي هو الإبطالَ والعدمَ، والجهة الثانية التشبيه إذا [2] كان التشبيه من صفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف، فلم يكن بدّ من إثبات الصانع؛ لوجود المصنوعين والاضطرار منهم إليه [3] أنّهم مصنوعون». [4]
وباقي الألفاظ كما في المتن.
وفي الاحتجاج قبل قوله: «قال له السائل: فإنّا لم نجد: قال له السائل: أتوهّمه شيئاً؟»: «قال: نعم، غير معقول ولا محسوس». [5]
ومن قاس ما في النسختين بما في الكافي أيقن أنّ أهمّ الشغل لأهل الدِّين في هذا الزمان مرمّة الأخبار بتصفّح الكتب، والتوفيق من اللَّه.
قوله: (لَمْ نَجِدْ مَوْهوماً). [ح 6/ 227]
أي مخطراً بالبال. في القاموس: «الوهم من خطرات القلب». [6]
أي التصديق والإقرار بالحقّ القديم لذاته، وبما يليق به من صفاته؛ فإنّ التوحيد كثيراً ما يُطلق في الأخبار على هذا المعنى، وارتفاع التوحيد على القول بأنّ كلّ ما يخطر بالبال مخلوق، ظاهرٌ لا يخفى.
والمراد بالتكليف التكليف العقلي، ويحتمل الأعمّ.
وقوله: (والاضطرارِ إليهم). [ح 6/ 227]
وفي التوحيد: «والاضطرار منهم إليه» وهو الصواب، وضمير «إليه» راجع إلى الصانع.