الحكم، قال: قلت لأبي عبد اللّه 7: ما الدليل على أنّ اللَّه واحد؟ قال: «اتّصال التدبير، وتمام الصنع». [1]
ومن أراد تفصيل ذلك فعليه بكتاب توحيد المفضّل للصادق 7.
ولقد أحسن من قال (نظم):
كارگاهى به چنين نظم و نسق* * * كار يك كارگزارست الحق
قوله (فمَنْ هذا المَلِكُ الذي أنت عَبْدُه) إلخ. [ح 1/ 215]
أخذ 7 يدعوه إلى سبيل اللَّه بكلٍّ من الطرق الثلاثة التي أمر اللَّه عزّوجلّ في كتابه، فابتدأ بالجدل، والظاهر أنّه 7 الهم أو حُدّث من جهة المَلَك أنّ له 7 على الرجل من جهة الاسم إلزاماً، فقال- بعدما أجاب أنّ اسمه عبد الملك-: «مَن هذا المَلِك الذي أنت عبده؟» فكأنّه 7 قال: إنّ من المسلّم المشهور عند الجمهور أنّ من اتّسم باسم عبداللَّه وعبد الملك- مثلًا- كان بمجرى العادة متّصفاً بمعناه الإضافي، اللّهمَّ إلّاأن يكون على سبيل التدليس والمراء والنِّفاق بأن يظهر دخوله في زمرة أهل الدِّين، ويضمر خلافه، وهذه صفة يستنكف عنها كلّ من استشمّ رائحة العقل، فيلزمك بمجرى العادة إمّا أن تتحمّل عار النِّفاق والتدليس، أو تعترف بعبوديّة ملك من ملوك الأرض، أو بعبوديّة ملك السماوات والأرض جلّ شأنه وبهر برهانه.
ثمّ ثنّى هذا الطريق بطريق الموعظة الحسنة التي هي أيضاً إحدى طرق الدعوة إلى سبيل الربّ، كما قال تعالى: «ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ...»[2].
فقال: (عجباً لك لم تَبلُغِ المشرقَ، ولم تبلغ المغربَ، ولم تَنزِلِ الأرضَ، ولم تَصعَدِ السماءَ، ولم تَجُزْ هناك، فتعرفَ ما خلفَهنّ، وأنت جاحدٌ بما فيهنّ؟ وهل يَجحَدُ العاقلُ ما لم يَعرِفُ [3]؟).
[1]. التوحيد، ص 250، ح 2. وعنه في البحار، ج 3، ص 229، ح 19.