وإلى هذا أشار أمير المؤمنين 7 في خطبة من نهج البلاغة: «واعلموا أنّ هذا القرآن هو الناصحُ الذي لا يَغُشُّ، والهادي الذي لا يَضِلَّ، والمحدّثُ الذي لا يَكْذِبُ» إلى قوله: «فكونوا من حَرَثَتِه وأتباعه، واسْتَدِلّوه على ربّكم، واستَنْصِحوه على أنفسكم، واتَّهِموا عليه آراءَكُم، واسْتَغِشُّوا فيه أهواءَكم» الحديث. [1]
وفي رجال الكشّي بالإسناد عن محمّد بن حكيم، قال: ذكر عند أبي جعفر 7 سلمانُ، فقال: «ذلك سلمان المحمّدي، إنّ سلمان منّا أهلَ البيت، إنّه كان يقول للناس:
هربتم من القرآن إلى الأحاديث وجدتم كتاباً رقيقاً حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبّة الخردل، فضاق ذلك عليكم، وهربتم إلى الأحاديث التي اتّسعت عليكم». [2]
لعلّ الصحيح «يعجبهم» بدل «يحزنهم». روى المصنّف (قدس سره) في كتاب الروضة عن أبي جعفر 7 أنّه قال في رسالته التي كتبها إلى سعد الخير: «وكلّ امّة قد رفَع اللَّه عنهم علمَ الكتاب حين نبذوه، وولّاهم [عدوَّهم] حين تولّوه، وكان مِنْ نَبْذِهم الكتابَ أن حرّفوه [3] وحرّفوا حدوده، فهم يَروونَه ولا يَرْعَوْنَه، والجهّالُ يُعجِبُهم حفظُهُم للرواية، والعلماء يحزنهم تَرْكُهم للرعاية». [4]
قوله: (عِلْمُه الذي يَأخُذُهُ عمّن يَأخُذُهُ). [ح 8/ 135]
المراد العلم النقلي الذي لاسبيل إليه إلّاالتقليد؛ جمعاً بينه وبين ما هو مستفيض عن أمير المؤمنين 7: «لا تنظر إلى من قال، وانظر إلى ما قال». [5]