responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 224

مستهانةً في جنب الغنيّ الجواد الكريم، لكنّه هو الذي اوعِد على فعلها، فالاجتزاء عليه اتّكالًا على الرجاء خارج عن سنن العقل، فلا تجسّر عليها مع ذلك إلّاالغرّة والجهل، والرجاء الصادق حامل على طلب غفران ما فرّط وطلب توفيق الخروج، لا على المساهلة الداعية إلى الجرأة على المخالفة، فما يسمّيه الجاهلون رجاءً فهو اغترار.

نقل السيّد الرضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين 7 أنّه قال: «يدّعي بزعمه أنّه يرجو اللَّه، كَذَبَ والعظيمِ، ما بالُه لا يبين‌ [1] رجاؤه في عمله؟ يرجو اللَّه في الكبير، ويرجو العباد في الصغير، فيعطي العبد ما لا يُعطي الربّ» الحديث. [2]

وسيجي‌ء في باب الخوف والرجاء عن أبي عبداللَّه 7، قال: قلت له: قومٌ يعملون بالمعاصي ويقولون: نرجو، فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم الموت؟ فقال: «هؤلاء قومٌ يترجّحون في الأمانيّ، كذبوا، ليسوا براجين؛ مَن رجا شيئاً طلبه، ومَنْ خاف من شي‌ءٍ هرب منه». [3]

وفي حديث آخَرَ: «من رجا شيئاً عَمِلَ له، ومن خاف شيئاً هَرَبَ منه». [4]

وأمّا صاحب الغيظ واللجاج، فهو جاهل بأنّ عذاب اللَّه تعالى لا يقوم له أحدٌ، فهو إمّا مكذّب لوعيد اللَّه تعالى‌ في تلك الحالة؛ لوقوع غشاوة الغضب على‌ بصر عقله، أو لعدم الإيمان باللَّه رأساً، وإمّا مستهين بالنار وضرره، وقد حكى اللَّه تعالى عن قوم أنّهم قالوا: «لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ» [5].

وقد ورد عنهم :: «أنّ الغضب عدوٌّ للعقل، ولذلك يحول بين صاحبه وبين الفهم» [6] فكلّ عامل سوء ما لم يندم لا يعرف قبحه وإفساده للقلب حقَّ المعرفة، فهو


[1]. في المصدر: «لايَتَبَيَّنُ».

[2]. نهج البلاغة، ص 225، الخطبة 160.

[3]. الكافي، ج 2، ص 68، باب الخوف والرجاء، ح 5.

[4]. المصدر، ح 6.

[5]. البقرة (2): 80.

[6]. كمال الدين، ج 2، ص 579.

اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست