responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 199

ونظمها على ما هي عليه؛ فإنّك إذا تأمّلت العالم بفكرك وميّزته‌ [1] بعقلك، وجدته كالبيت المبنيّ المعدّ فيه جميعُ ما يحتاج إليه عباده؛ فالسماء مرفوعة كالسقف، والأرض ممدودة كالبساط، والنجوم منضودة [2] كالمصابيح، والجواهر مخزونة كالذخائر، وكلّ شي‌ء فيها لشأنه معدّ، والإنسان كالمملَّك ذلك البيت، والمخوّل جميع ما فيه، وضروب النبات مهيّأة لمآربه، وصنوف الحيوان مصروفة في مصالحه ومنافعه؛ ففي هذا دلالة واضحة على أنّ العالم مخلوق بتقدير وحكمة ونظام وملاءمة، وأنّ الخالق له واحد، وهو الذي ألّفه ونظمه بعضاً إلى بعض، جلّ قدسه، تعالى‌ وكرم وجهه، ولا إله غيره، تعالى‌ عمّا يقول الجاحدون، وجلّ وعظم عمّا ينتحله الملحدون». [3]

وقال 7 في كتابه الآخَر المسمّى إهليلجة:

«والعجب من المخلوق يزعم أنّ اللَّه يخفى على عباده، وهو يرى أثر الصنع في نفسه بتركيب يبهر عقلَه، وتأليفٍ يبطل حجّتَه». [4]

وقال 7 في ذلك الكتاب بعد ذكر عدّة من آثار الصنع:

«فنظرت العين إلى خلقٍ متّصل بعضه ببعض» إلى أن قال: «فعرف القلب حين دلّته العين على ما عاينت أنّ لذلك الخلق والتدبير والأمر العجيب صانعاً يمسك السماء المنطبعة أن تهوى إلى الأرض، وأنّ الذي جَعَلَ الشمسَ والنجوم فيها خالقُ السماء.

ثمّ نظرت العين إلى ما استقلّها الأرضُ، فدلّت القلبَ على ما عاينت، فعرف القلب أنّ ممسك الأرض الممهّدةِ [5] أن تزول أو تهوى في الهواء- وهو يرى الريشة يرمى بها، فتسقط مكانها، وهي في الخفّة على ما هي عليه- هو الذي يمسك السماء التي فوقها، وأنّه لولا ذلك لخسفت بما عليها، وثقل الجبال والأنام والأشجار والبحور والرمال؛


[1]. في المصدر: «وخبّرته».

[2]. في المصدر: «مضيئة».

[3]. توحيد المفضّل، ص 47؛ بحار الأنوار، ج 3، ص 61.

[4]. بحار الأنوار، ج 3، ص 152، ح 1.

[5]. في المصدر: «الممتدّة»».

اسم الکتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة المؤلف : رفيع الدين محمد الجيلاني    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست