اسم الکتاب : الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 1 صفحة : 378
يا أمير المؤمنين، أ تقول: إن اللّه واحد؟
قال: فحمل الناس عليه و قالوا: يا إعرابي، ما ترى ما فيه أمير المؤمنين 7 من تقسم القلب؟ فقال أمير المؤمنين 7: دعوه فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم. ثم قال: يا أعرابي، إن القول في أن اللّه واحد على أربعة أقسام: فوجهان منها لا يجوزان على اللّه (عزّ و جلّ)، و وجهان يثبتان فيه:
فأمّا اللذان لا يجوزان عليه، فقول القائل: واحد يقصد به باب الأعداد، فهذا ما لا يجوز؛ لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد. أما ترى أنه كفر من قال ثٰالِثُ ثَلٰاثَةٍ[1]؟ و قول القائل: هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز [2]؛ لأنه تشبيه، و جل ربنا تعالى عن ذلك.
و أما الوجهان اللذان يثبتان فيه، فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبيه، و كذلك ربنا، و قول القائل: إنه (عزّ و جلّ) أحديّ المعنى، يعني به: أنه لا ينقسم في وجود و لا عقل و لا و هم، كذلك ربنا (عزّ و جلّ)».
و لنتكلم أولا فيما تضمّنه هذا الخبر الشريف، و نوضّح ما اشتمل عليه من المعنى المنيف، فنقول: اعلم أنهم قد ذكروا أن الواحد يطلق على معان:
أحدها- و هو المشهور المتعارف بين الناس-: كون الشيء مبدأ لكثرة [3] عادا لها. و المتصور لأكثر أهل العلم صدق هذا الاعتبار على اللّه، بل لا يتصور بعضهم كونه تعالى واحدا إلّا بهذا المعنى.
و ثانيها: أن يكون بمعنى جزء من الشيء، كما يقال: الرجل واحد من القوم، أي فرد من أفرادهم.